في حكم امكان وليس بواجب |
|
ما كان فيه حقيقة الامكان |
فكلاكما ينفي الاله حقيقة |
|
وكلاكما في نفيه سيان |
الشرح : بعد أن بين المؤلف أن قول القائل الله أما داخل العالم أو خارجه هو مساو للقول بأنه أما قائم بنفسه أو قائم بغيره في وجوب الاتصاف بواحد من المتقابلين لنقول بأنه أما قائم بنفسه أو قائم بغيره في وجوب الاتصاف بواحد من المتقابلين ، فإذا كان الترديد بين القيام بالنفس والقيام بالغير صحيحا يقتضي ثبوت أحدهما له سبحانه وهو القيام بالنفس لأنه يناسب غناه فيجب أن يكون الترديد في قولنا أما داخل العالم أو خارجه صحيحا أيضا مقتضيا لثبوت أحدهما له وهو كونه خارج العالم حتى لا يكون حالا في خلقه ، فإذا ادعى المعطل وهو الفيلسوف الذي يرى أن القيام بالنفس يفهم المكانية أن ذلك الترديد بين القيام بالنفس والقيام بالغير فاسد أيضا في حقه سبحانه لأنه ليس قابلا لواحد منهما كما قيل في الدخول والخروج وانما يقبل واحد من هذين الامرين ما كان ممكنا من الاجسام والاعراض فيقال الجسم ما قام بنفسه والعرض ما قام بغيره ولا شك ان الجسم والعرض أخوان في حكم الامكان فتكون كل واحدة من هاتين الصفتين أعني القيام بالنفس والقيام بالغير صفة لممكن وما كان ممكنا فليس بواجب فلا يجوز أن تقع واحدة منهما صفة للواجب ، وبذلك يكون الترديد بينهما فاسدا ، فيقال له أن رفع النقيضين هنا بأن يقال لا قائم بنفسه ولا بغيره مستلزم لنفي حقيقة الاله كما استلزمه رفعهما في قولكم لا داخل ولا خارج فكلاكما في نفيه سواء لأن الضرورة التي قضت بثبوت أحد الوصفين من الدخول والخروج هي بعينها التي تقتضي أن يثبت له إما القيام بالنفس وأما القيام بالغير ، فكما لا يعقل موجود لا داخل ولا خارج فإنه لا يعقل موجود لا يكون قائما بنفسه ولا بغيره.
* * *
ما ذا يرد عليه من هو مثله |
|
في النفي صرفا اذا هما عدلان |