فإذا نفى هذا فذاك معطل |
|
للرب حقا بالغ الكفران |
وإذا أقر به فسلفه ثانيا |
|
أتراه غير جميع ذي الأكوان |
فإذا نفى هذا وقال بأنه |
|
هو عينها ما هاهنا غيران |
فقد ارتدى بالاتحاد مصرحا |
|
بالكفر جاحد ربه الرحمن |
حاشا النصارى أن يكونوا مثله |
|
وهم الحمير وعابدو الصلبان |
هم خصصوه بالمسيح وأمه |
|
وأولاء ما صانوه عن حيوان |
الشرح : يريد المؤلف في هذا الفصل أن يضيق الخناق على الخصم وأن يلزمه القول بأنه تعالى بائن من خلقه مستو على عرشه ، فحصر المسألة في خمسة أمور لا بد للخصم من القول بأحدها ، فيسأله أولا : هل تقول بأن الله موجود خارج الأذهان أو لا وجود له الا في الذهن ، فإذا نفى وجوده خارج الذهن فقد حكم على نفسه بالتعطيل وجحد الصانع ، وذلك غاية الكفر ، واذا أقر بوجوده تعالى خارج الأذهان يسأل ثانيا : هل تقول بأن وجود الله غير وجود هذه الأكوان أو تراه عينها ، فإذا نفى مغايرة وجوده سبحانه لوجود خلقه وقال : بل هو عينها وليس هناك غيران ، فقد اتشح بثوب الاتحاد ، وصرح على نفسه بالكفر وجحد وجود الرب جل شأنه ، بل كان أشد كفرا من النصارى عبدة الصلبان ، لأنهم لم يقولوا باتحاده سبحانه بجميع خلقه ، ولكنهم خصوا ذلك بالمسيح وأمه مريم العذراء ، وأما هذا الاتحادي فقد زعم أن الله متحد بجميع خلقه بما في ذلك الحيوانات المنحطة من القردة والخنازير ونحوها ، فلم يصنه عن الاتحاد بهذه الحيوانات وغيرها من المستقذرات.
* * *
وإذا أقر بأنه غير الورى |
|
عبد ومعبود هما شيئان |
فأسأله هل هذا الورى في ذاته |
|
أم ذاته فيه هنا أمران |
وإذا أقر بواحد من ذينك الا |
|
مرين قبل خده النصراني |
ويقول أهلا بالذي هو مثلنا |
|
خشداشنا وحبيبنا الحقاني |