الأخيرين أعني علو القدر والقر فقط وينفون عنه المعنى الأول وهو علو الذات ، ولا شك أن العلو المطلق من كل وجه أكمل من العلو الذي يكون مقيدا ببعض الوجود فم بتقييدهم للعلو سلبوه سبحانه كمال العلو ، وسلب الكمال مستلزم للنقص ، وحاشاه سبحانه مما يأفك به هؤلاء النفاة من نقصه في علوه بل له الكمال المطلق في علوه وفي سائر صفاته.
* * *
وعلوه فوق الخليقة كلها |
|
فطرت عليه الخلق والثقلان |
لا يستطيع معطل تبديلها |
|
أبدا وذلك سنة الرحمن |
كل إذا ما نابه أمر يرى |
|
متوجها بضرورة الإنسان |
نحو العلو فليس يطلب خلفه |
|
وأمامه أو جانب الانسان |
ونهاية الشبهات تشكيك |
|
وتخميش وتغبير على الايمان |
لا يستطيع تعارض المعلوم وال |
|
معقول عند بدائه الإنسان |
فمن المحال القدح في المعلوم |
|
بالشبهات هذا بين البطلان |
وإذا البداءة قابلتها هذه |
|
الشبهات لم تحتج إلى بطلان |
شتان بين مقالة أوصى بها |
|
بعض لبعض أول للثاني |
ومقالة فطر الإله عباده |
|
حقا عليها ما هما عدلان |
الشرح : هذا استدلال على علوه تعالى فوق خلقه بدليل الفطرة الذي هو أقوى من دليل العقل عند من أنصف لاستناده إلى فطرة الله التي فطر الناس عليها فلا يستطيع أحد تبديلها ، وذلك أن الله عزوجل قد فطر عباده على أن يتوجهوا في دعائهم الى جهة الفوق رافعي أكفهم رائين بأبصارهم حتى أن كل من نابه من العباد أمر أو مسه ضر يرى متوجها بفطرته إلى جهة العلو وحدها دون الأمام أو الخلف أو اليمين أو الشمال ، ولو رجع هؤلاء المعطلة إلى أنفسهم لوجدوا هذا المعنى مركوزان في فطرهم ، ولكنهم يكابرون ويحاولون اثارة الشبهات حول ما هو معلوم بالنقل والعقل والفطرة ، ولكن نهاية شبهاتهم هي