وكذلك ينفون عنه أنه يقول هذه الكلمات التي تضمنها هذا الحديث كما ينفون عنه كل قول آخر وكل ذلك عندهم محمول على المجاز والتأويل بلا دليل ولا برهان.
* * *
هذا وثامنها بسورة غافر |
|
هو رفعة الدرجات للرحمن |
درجاته مرفوعة كمعارج |
|
أيضا له وكلاهما رفعان |
وفعيل فيها ليس معنى فاعل |
|
وسياقها يأباه ذو التبيان |
لكنها مرفوعة درجاته |
|
لكمال رفعته على الأكوان |
هذا هو القول الصحيح فلا تحد |
|
عنه وخذ معناه في القرآن |
فنظيرها المبدى لنا تفسيرها |
|
في ذي المعارج ليس يفترقان |
والروح والأملاك تصعد في معا |
|
رجه إليه جل ذو السلطان |
ذا رفعة الدرجات حقا ما هما |
|
الا سواء أو هما شبهان |
فخذ الكتاب ببعضه بعضا كذا |
|
تفسير اهل العلم للقرآن |
الشرح : هذا هو الوجه الثامن ، وهو اخباره سبحانه عن نفسه في سورة غافر بأنه رفيع الدرجات ، ولا يصح أن يكون رفيع هنا بمعنى رافع. فإن السياق يأباه ، فقد وصف الله نفسه قبل هذا بأنه العلي الكبير ، ثم وصف نفسه بعد ذلك بأنه رفيع الدرجات ذو العرش ، فالأوصاف كلها راجعة الى رفعته هو وارتفاعه على خلقه لا الى رفعه بعض خلقه على بعض درجات ، كما فهمه من لا يحسن تذوق كلام الله عزوجل ، ولكن فعيل هنا بمعنى مفعول ، والمراد أن درجاته مرفوعة لكمال علوه على خلقه ، فهو كقوله تعالى [المعارج : ٣](مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) يعني المصاعد التي تصعد فيها الملائكة إليه جل سلطانه ، فهي درجات بعضها فوق بعض ، وانتهاؤها إليه سبحانه هذا هو التفسير الذي يجب المصير إليه ، فإن الله قد أنزل القرآن يصدق بعضه بعضا ، وخير ما يفسر به القرآن هو القرآن.
* * *