لله جل جلاله لا غيره |
|
إذ ذاك اشراك من الانسان |
ولقد أشار رسوله في مجمع |
|
الحج العظيم بموقف الغفران |
نحو السماء بإصبع قد كرمت |
|
مستشهدا للواحد الرحمن |
يا رب فاشهد انني بلغتهم |
|
ويشير نحوهم لقصد بيان |
فغدا البنان مرفعا ومصوبا |
|
صلى عليك الله ذو الغفران |
أديت ثم نصحت إذ بلغتنا |
|
حق البلاغ الواجب الشكران |
الشرح : هذا هو الوجه الحادي عشر ، وهو الإشارة بالأصبع إلى جهة العلو عند ذكر الله عزوجل أو اشهاده على أمر من الأمور ، فلا شك أن تلك الإشارة ينبغي أن لا تكون إلا لله ، فإن الاشارة الى غيره في مثل هذا المقام اشراك ، ولقد كان صلىاللهعليهوسلم وهو يخطب الناس يوم المجمع العظيم بعرفة في حجة الوداع يشير بإصبعه الكريمة إلى السماء كلما ألقى إليهم أمرا من أمور الدين ووصاياه قائلا : الا هل بلغت اللهم فأشهد ثم يخفضها إليهم وهذا من أقوى الادلة على علوه تعالى وفوقيته اذ لو كانت كل الامكنة والجهات إليه متساوية لما كان هناك معنى للاشارة إلى جهة العلو بالذات بل لم يكن هناك حاجة إلى الاشارة أصلا ، فصلوات الله وسلامه على من هو أعلم الخلق بربه وبما ينبغي له من التنزيه ، لقد أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح لأمته ، فجزاه الله عنها خير ما يجزي به رسولا كريما ، وقائدا برا رحيما.
* * *
فصل
هذا وثاني عشرها وصف الظهو |
|
ر له كما قد جاء في القرآن |
والظاهر العالي الذي ما فوقه |
|
شيء كما قد قال ذو البرهان |
حقا رسول الله ذا تفسيره |
|
ولقد رواه مسلم بضمان |
فاقبله لا تقبل سواه من التفا |
|
سير التي قيلت بلا برهان |
والشيء حين يتم منه علوه |
|
فظهوره في غاية التبيان |