ان قلتم عندية التكوين فالذاتان عند الله مخلوقان أو قلتم عندية التقريب تقريب الحبيب وما هما عدلان
فالحب عندكم المشيئة نفسها |
|
وكلاهما في حكمها مثلان |
لكن منازعكم يقول بأنها |
|
عندية حقا بلا روغان |
جمعت له حب الإله وقربه |
|
من ذاته وكرامة الإحسان |
والحب وصف وهو غير مشيئة |
|
والعند قرب ظاهر التبيان |
الشرح : يعني يقال لهؤلاء الجهمية الذين ينفون العندية الحقيقية المستلزمة لقرب بعض عباده منه قربا حقيقيا ، كما دلت عليه الآيات والأحاديث ، بما ذا تفسرون تلك العندية؟ فإن قلتم إنها عندية تكوين ، فقد نفيتم أن يكون لجبريل زيادة اختصاص على عدو الله إبليس في ذلك ، إذ لا شك أن ذات كل منهما مخلوقة لله ، فهما في تلك العندية سواء.
وإن قلتم انها عندية تقريب ومحبة ، وليس جبريل وإبليس في حكمها سواء ، فقد نقضتم مذهبكم ، فإنكم تقولون ان المشيئة عين المحبة ، ولا شك أن جبريل وابليس في حكم المشيئة سواء ، فيكونان كذلك في المحبة أيضا ، فإن المتماثلين في حكم أحد المتساويين يتماثلان في حكم الآخر.
وإذا بطل تفسير العندية على الوجهين عندكم ، فالحق ما ذهب إليه السلف من أن العندية هنا على حقيقتها ، فهي تجمع لمن ثبتت له حب الإله عزوجل وقربه من ذاته وكرامته بإحسانه ، وذلك لأن لفظ العند واضح في معنى القرب ، وهو قرب ذات ومحبة واحسان ، ولا يلزم من قرب المحبة عموم ذلك لكل كائن ، لأن الحب غير المشيئة.
* * *
فصل
هذا وحادي عشر هن اشارة |
|
نحو العلو بإصبع وبنان |