التعصب الأعمى الذي يصرف أصحابه عن الحق الواضح الصريح الى اقوال لا حجة عليها ولا دليل.
* * *
فصل
هذا وخامس عشرها الاجماع من |
|
رسل الاله الواحد المنان |
فالمرسلون جميعهم مع كتبهم |
|
قد صرحوا بالفوق للرحمن |
وحكى لنا إجماعهم شيخ الورى |
|
والدين عبد القادر الجيلاني |
وأبو الوليد المالكي أيضا حكى |
|
إجماعهم أعني ابن رشد الثاني |
وكذا ابو العباس أيضا قد حكى |
|
اجماعهم علم الهدى الحراني |
وله اطلاع لم يكن من قبله |
|
لسواه من متكلم ولسان |
هذا ونقطع نحن أيضا انه |
|
اجماعهم قطعا على البرهان |
الشرح : هذا هو الوجه الخامس عشر وهو اجماع الرسل عليهم الصلاة والسلام والكتب المنزلة على أن الله عزوجل في السماء وأنه فوق خلقه مستو على عرشه. وقد حكى هذا الاجماع غير واحد من العلماء المعتبرين مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه المسمى (بالغنية) وأبي الوليد بن رشد الاندلسي المالكي المسمى بابن رشد الحفيد في كتابه (الكشف عن مناهج الأدلة) يقول ابن رشد :
«القول في الجهة ، واما هذه الصفة فما زال أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم على نفيها متأخر والأشاعرة كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله. وظواهر الشرع كلها تقضي باثبات الجهة مثل قوله تعالى : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) [الحاقة : ١٧] ومثل قوله (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [السجدة : ٥] ومثل قوله (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) [المعارج : ٤] ومثل قوله : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ