فَإِذا هِيَ تَمُورُ) [الملك : ١٦]. الى غير ذلك من الآيات التي أن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولا ، وان قيل أنها من المتشابهات عاد الشرع كله متشابها لأن الشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء ، وأن منه تنزل الملائكة بالوحي الى النبيين وأن من السماء نزلت الكتب وإليها كان الاسراء بالنبي صلىاللهعليهوسلم حتى قرب من سدرة المنتهى وجميع الحكماء اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك».
وممن حكى هذا الاجماع كذلك شيخ الاسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الدمشقي الذي لم يأت الزمان له بنظير في سعة الاطلاع والجمع بين المعقول والمنقول مع قدرة فائقة في الجدل وبراعة في تصريف الحجج وسبر لأغوار المذاهب ووقوف على دقائقها.
وقد قطع المؤلف رحمهالله بهذا الاجماع الذي حكاه عن هؤلاء قطعا مبنيا على البرهان.
* * *
ووكذاك نقطع انهم جاءوا باثبات |
|
الصفات لخالق الأكوان |
وكذاك نقطع أنهم جاءوا |
|
باثبات الكلام لربنا الرحمن |
وكذاك نقطع أنهم جاءوا |
|
باثبات المعاد لهذه الابدان |
وكذاك نقطع أنهم جاءوا بتو |
|
حيد الإله وما له من ثان |
وكذاك نقطع أنهم جاءوا باثب |
|
ات القضاء وما لهم قولان |
فالرسل متفقون قطعا في أصو |
|
ل الدين دون شرائع الايمان |
كل له شرع ومنهاج وذا |
|
في الأمر لا التوحيد فافهم ذان |
فالدين في التوحيد دين واحد |
|
لم يختلف منهم عليه اثنان |
الشرح : يعني كما نقطع باتفاق الرسل عليهم الصلاة والسلام واجماعهم على اثبات صفة العلو لله جل شأنه كذلك نقطع بأنهم متفقون على إثبات الصفات