(فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) [النساء : ٥٩] وكذلك الأئمة رحمهمالله لم يدع أحد منهم أن مذهبه هو الحق الذي يجب اتباعه بل صح عنهم جميعا أنهم يبرءون إلى الله من كل قول لهم يخالف الحديث وقد صح عن الشافعي رحمهالله أنه قال (إذا جاء الحديث يخالف ما قلناه فخذوا به ودعوا ما قلناه).
وورد عن مالك رحمهالله أنه قال (كل انسان يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر) وأشار الى قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وصح عن أحمد أنه قال (لا يحل لأحد أن يأخذ بشيء من أقوالنا حتى يعلم من أين قلناه).
وهذا هو اللائق بهم رحمهمالله ، فإنهم يعلمون أنهم ليسوا بمعصومين ، بل هم مجتهدون يصيبون ويخطئون ، ويعلمون كذلك أن أحدا منهم لم يحط علما بكل ما قاله الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فلذلك جاءت وصيتهم جميعا بأن لا تجعل أقوالهم مساوية للنص في الميزان ، بل يجب أن توزن بالنصوص فإن وافقتها فهي صحيحة والا وجب اتباع النص.
* * *
لكنكم قدمتم أقوالهم |
|
أبدا على النص العظيم الشأن |
والله لا لوصية العلماء نف |
|
ذتم ولا لوصية الرحمن |
وركبتم الجهلين ثم تركتم النص |
|
ين مع ظلم ومع عدوان |
قلنا لكم فتعلموا قلتم أما |
|
نحن الأئمة فاضلو الأزمان |
من أين والعلماء أنتم فاستحوا |
|
أين النجوم من الثرى التحتاني |
لم يشبه العلماء الا أنتم |
|
أشبهتم العلماء في الأذقان |
والله لا علم ولا دين ولا |
|
عقل ولا بمروءة الانسان |
عاملتم العلماء حين دعوكم |
|
للحق بل بالبغي والعدوان |
الشرح : لكنكم بالرغم من أمر الله لكم أن لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ومن وصية الأئمة لكم أن لا تقدموا آراءهم ومذاهبهم على قول الله وحديث