يدعوه في الرغب والرهب في السماء ولم يقل له أنت مجسم بذلك ولا قائل بالمكان ولا قال له حيزت أي أثبت الحيز لله ، ولا جيهت أي اعتقدت الجهة ، ولا شبهت ومثلت أي اعتقدت المشابهة والمماثلة وغير ذلك من الالفاظ التي يرمي بها المعطلة كل من قال بمثل مقالة حصين ولكن الله مطلع على ما يقوله الظالمون الجاحدون لصفاته وسيأخذ حقه منهم يوم توفى الحقوق لأصحابها من كل ظالم غشوم.
* * *
واذكر شهادته لمن قال رب |
|
ي في السما بحقيقة الايمان |
وشهادة العدل المعطل للذي |
|
قد قال ذا بحقيقة الكفران |
واحكم بأيهما تشاء وأنني |
|
لأراك تقبل شاهد البطلان |
ان كنت من أتباع جهم ص |
|
احب التعطيل والعدوان والبهتان |
واذكر حديثا لابن اسحاق الرضي |
|
ذاك الصدوق الحافظ الرباني |
في قصة استسقائهم يستشفعو |
|
ن الى الرسول بربه المنان |
فاستعظم المختار ذاك وقال شأ |
|
ن الله رب العرش أعظم شأن |
الله فوق العرش فوق سمائه |
|
صبحان ذي الملكوت والسلطان |
ولعرشه منه أطيط مثل ما |
|
قد أط رحل الراكب العجلان |
الشرح : قوله واذكر شهادته الخ. اشارة الى حديث الجارية التي سألها النبيصلىاللهعليهوسلم : «أين الله. فقالت : في السماء. ثم قال لها : من أنا. فقالت : أنت رسول الله. فقال لسيدها : أعتقها فإنها مؤمنة». فهذه شهادته صلىاللهعليهوسلم لتلك الجارية بالايمان ، فقارن بينها وبين شهادة الجهمي المعطل لمن قال مثل قولها بالكفر واحكم بعد ذلك بأيهما شئت ، ولا أراك أن كنت من أصحاب جهم الموصوف بالتعطيل لتعطيله ذات الرب جل شأنه عن صفاتها الواجبة لها والعدوان لمجاوزته الحق الذي دلت عليه النصوص والبهتان لكذبه وافترائه على الله ، ولا أراك ان كنت كذلك الا قابلا لشهادة البطلان ومنحازا الى فئة الشيطان.