«لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سماوات». وقد نزل في شأن هذه الغزوة قوله تعالى : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً* وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) [الأحزاب : ٢٦ ، ٢٧].
وأما قوله : واذكر حديثا للبراء الخ ، فهو إشارة إلى ما رواه البراء بن عازب رضي الله عنه من قوله صلىاللهعليهوسلم ما معناه أن روح العبد إذا فارقت البدن تصعد بها الملائكة من سماء إلى سماء حتى تنتهي إلى السماء الذي فها الرب الخ ، فهو صريح بوجود الرب جل شأنه في السماء ، أي في جهة العلو.
* * *
واذكر حديثا في الصحيح وفيه |
|
تحذير لذات البعل من هجران |
من سخط رب في السماء على التي |
|
هجرت بلا ذنب ولا عدوان |
واذكر حديثا قد رواه جابر |
|
فيه الشفاء لطالب الايمان |
في شأن أهل الجنة العليا وما |
|
يلقون من فضل ومن احسان |
بيناهم في عيشهم ونعيمهم |
|
وإذا بنور ساطع الغشيان |
لكنهم رفعوا إليه رءوسهم |
|
فإذا هو الرحمن ذو الغفران |
فيسلم الجبار جل جلاله |
|
حقا عليهم وهو ذو الاحسان |
الشرح : قوله : واذكر حديثا في الصحيح الخ ، اشارة الى قوله عليهالسلام ما معناه «والذي نفسي بيده ما من امرأة تبيت هاجرة فراش زوجها إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى تصبح» فالذي في السماء إنما هو الرب جل شأنه لا يصح أن يحمل على شيء آخر من ملك ونحوه ، فإن المقصود من الحديث الزجر والتهديد والوعيد الشديد لمن تفعل ذلك ، والذي يناسب هذا إنما هو سخط الرب وغضبه.
وأما قوله : واذكر حديثا ، قد رواه جابر الخ ، فهو اشارة إلى قوله صلىاللهعليهوسلم ما