والزبرجد عليها الشهداء والصديقون ، فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب ، فيقول الله عزوجل : أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم ، فيقولون ربنا نسألك رضوانك ، فيقول قد رضيت عنكم ولكم ما تمنيتم ولدي مزيد ، فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير ، وهو اليوم الذي استوى فيه ربك على العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة).
والشاهد هنا في قوله : وهو اليوم الذي استوى فيه ربك على العرش ، وهو موافق لما في القرآن من أن استواءه تعالى على العرش كان بعد خلق السموات والأرض ، ومعلوم أن الله ابتدأ الخلق يوم الأحد وفرغ منه يوم الجمعة حيث خلق آدم وهو آخر المخلوقات في آخر ساعة منه بعد العصر ثم استوى بعد ذلك على العرش ، فيكون الاستواء قد وقع يوم الجمعة بعد الفراغ من الخلق.
وأما قوله : واذكر مقالته ألست أمين من فوق السماء (البيت) فهو اشارة إلى ما ورد في الصحيح من حديث الخوارج من قوله عليهالسلام (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء) والشاهد في قوله : وأنا أمين من في السماء ، فليس له معنى إلا أنه أمين الله الذي في السماء ، لا يجوز أبدا أن يراد بمن في السماء غير ذلك.
* * *
واذكر كلام مجاهد في قوله |
|
أقم الصلاة وتلك في سبحان |
في ذكر تفسير المقام لأحمد |
|
ما قيل ذا بالرأي والحسبان |
ان كان تجسيما فإن مجاهدا |
|
هو شيخهم بل شيخه الفوقاني |
ولقد أتى ذكر الجلوس به وفي |
|
أثر رواه جعفر الرباني |
أعني ابن عم نبينا وبغيره |
|
أيضا أتى والحق ذو التبيان |
والدارقطني الامام يثبت الآثار |
|
في ذا الباب غير جبان |
وله قصيد ضمنت هذا وفيها |
|
لست للمروي ذا نكران |
وجرت لذلك فتنة في وقته |
|
من فرقة التعطيل والعدوان |