فكل هذه البلايا ما وقعت الا بسبب تأويلات الخوارج والمرجئة والقدرية والرافضة وغيرهم من فرق الضلال والزيغ التي اتبعت ما تشابه من الكتاب ، وتركت محكمة فصاروا في أمر مريج.
* * *
وهو الذي أنشأ الخوارج مثل انش |
|
اء الروافض أخبث الحيوان |
ولأجله شتموا خيار الخلق بع |
|
د الرسل بالعدوان والبهتان |
ولأجله سل البغاة سيوفهم |
|
ظنا بأنهم ذوو احسان |
ولأجله قد قال أهل الاعتزا |
|
ل مقالة هدت قوى الأيمان |
ولأجله قالوا بأن كلامه |
|
سبحانه خلق من الأكوان |
ولأجله قد كذبت بقضائه |
|
شبه المجوس العابدي النيران |
ولأجله قد خلدوا أهل الكبا |
|
ئر في الجحيم كعابدي الأوثان |
ولأجله قد أنكروا لشفاعة ال |
|
مختار فيهم غاية النكران |
الشرح : والتأويل كذلك هو الذي كان سببا في ظهور الخوارج والروافض أما الخوارج فهم الذين يسمون بالحرورية أو الشراة ، وقد كانوا أو لا في معسكر علي رضي الله عنه ثم خرجوا عليه بعد حادثة التحكيم وقالوا لا حكم الا لله وكفروا عليا ومعاوية ومن معهما من الصحابة رضي الله عنهم واستحلوا دماء المسلمين وأموالهم ومن مذهبهم أن من ارتكب كبيرة ولم يتب منها فهو كافر مخلد في النار ومن شبههم الفاسدة في هذا أن الله عزوجل قال : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) [التحريم : ٨] ثم قال في آية أخرى (رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ) [آل عمران : ١٩٣] فقالوا أن الله قد نفى الخزي عن المؤمنين وأثبته لأهل النار وعلى ذلك فكل من دخل النار فليس بمؤمن وكل من ليس بمؤمن فهو كافر. وهم محجوبون بقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [النساء : ٤٨] وبالأحاديث المتواترة في خروج الموحدين من النار. وأما الروافض فهم غالية الشيعة الذين