كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» يتأول القرآن ، تعني أنه كان ينفذ ما أمر به في القرآن ، بقوله تعالى : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ) [النصر : ٣] لأن اللفظ ان كان طلبا فتأويله هو نفس المأمور به أو المنهى عنه.
فهل يظن أن عائشة رضي الله عنها كانت تعني بقولها يتأول القرآن ، ذلك المعنى الفاسد للتأويل الذي اصطلح عليه أهل الكلام وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح المتبادر منه الى المعنى المرجوح بلا صارف.
* * *
وانظر الى التأويل حين يق |
|
ول علمه لعبد الله في القرآن |
ما ذا أراد به سوى تفسيره |
|
وظهور معناه له ببيان |
قول ابن عباس هو التأويل لا |
|
تأويل جهمي أخي بهتان |
وحقيقة التأويل معناه الرجو |
|
ع الى الحقيقة لا الى البطلان |
وكذاك تأويل المنام حقيقة ال |
|
مرئي لا التحريف بالبهتان |
وكذاك تأويل الذي قد أخبرت |
|
رسل الإله به من الايمان |
لا خلف بين أئمة التفسير في |
|
هذا وذلك واضح البرهان |
نفس الحقيقة اذ تشاهدها لدي |
|
يوم المعاد برؤية وعيان |
الشرح : وتأمل كذلك قوله صلىاللهعليهوسلم لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» فهل أراد به الا أن يرزقه الله الفهم لتفسير كتابه وبيان معناه ، وقد استجاب الله دعوة نبيه عليهالسلام لابن عمه فكان يسمى ترجمان القرآن. فما أثر عن ابن عباس من تفسير للقرآن وكشف عن معناه هو الذي يصح أن يسمى تأويلا لا تأويلات هؤلاء الجهمية المبطلين. وذلك لان حقيقة التأويل كما قدمنا هي الرجوع الى حقيقة المعنى الذي يدل عليه اللفظ ويقتضيه عند الاطلاق لا الى معنى باطل لا يدل عليه الا باحتمال مرجوح فتأويل المنام مثلا وقوع نفس ما رآه النائم في حال اليقظة مطابقا للرؤية.