وتأويل ما أخبرت به الرسل عليهم الصلاة والسلام من أسماء الله وصفاته واليوم الآخر وما فيه ونعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار الخ هو نفس الحقائق المخبر عنها كما سبق بحيث تشاهدها يوم القيامة مطابقة للخبر عنها ولا خلاف بين أئمة التفسير في أن هذا المعنى للتأويل هو الذي يدل عليه قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ) [الأعراف : ٥٣] الآية أي ما ينتظرون الا حصول ما انذروا به من العذاب ووقوعه.
* * *
هذا كلام الله ثم رسوله |
|
وأئمة التفسير للقرآن |
تأويله هو عندهم تفسيره |
|
بالظاهر المفهوم للأذهان |
ما قال منهم قط شخص واحد |
|
تأويله صرف عن الرجحان |
كلا ولا نفي الحقيقة لا ولا |
|
عزل النصوص عن اليقين فذان |
تأويل أهل الباطل المردود عن |
|
د أئمة العرفان والايمان |
وهو الذي لا شك في بطلانه |
|
والله يقضي فيه بالبطلان |
الشرح : فهذا كلام الله وقرآنه لم يجيء فيه التأويل في جميع استعمالاته الا بمعنى التفسير وبيان المعنى أو وقوع المخبر عنه ، وهذا كلام رسوله صلىاللهعليهوسلم في دعائه لابن عمه بتعلم التأويل لم يرد الا هذا المعنى كذلك. وهؤلاء أئمة التفسير من السلف الذين هم أعلم الناس بمعاني كتاب الله عزوجل مطبقون على أنه لا معنى للتأويل الا كشف المعنى وتفسيره ، ما قال أحد منهم قط بمثل مقالتكم المحدثة التي لا أصل لها ولا فسر التأويل بما فسرتموه به من أنه صرف اللفظ عن معناه الراجح الذي هو حقيقة فيه وحمله على معنى مرجوح بطريق المجاز ولا أدعي أحد منهم أن نصوص الكتاب والسنة لا تفيد اليقين ، لان اللفظ يحتمل الحقيقة والمجاز والعموم والخصوص الخ ، ولكنكم أنتم اللذين اجترأتم على التلاعب بالنصوص فحرفتموها عن مواضعها ، ونفيتم حقائقها وعزلتموها عما جاءت له من افادة العلم واليقين وحملتموها على ما شاء لكم الهوى من معان