موافقة لمذاهبكم الباطلة ، فهذه هي تأويلاتكم التي لا يعرفها أهل المعرفة والايمان ، بل ينكرونها أشد النكران وهي في حكم الله مقضي عليها كذلك بالبطلان.
* * *
فجعلتم للفظ معنى غير |
|
معناه لديهم باصطلاح ثان |
وحملتم لفظ الكتاب عليه حتى |
|
جاءكم من ذاك محذوران |
كذب على الألفاظ مع كذب على |
|
من قالها كذبان مقبوحان |
وتلاهما أمران أقبح منهما |
|
جحد الهدى وشهادة البهتان |
اذ يشهدون الزور أن مراده |
|
غير الحقيقة وهي ذو بطلان |
الشرح : ويقال لهؤلاء المتأولين الذين جعلوا القرآن عضين ، فجعلوا للالفاظ معاني أخرى باصطلاحهم الفاسد غير المعاني المفهومة منها ، واستكرهوا ألفاظ الكتاب في حملها على هذه المعاني البعيدة. يقال لهم يلزمكم في صنيعكم هذا أمران محذوران. أحدهما : الكذب على الألفاظ حيث حملتموها من المعاني ما لا تحتمل وصرفتموها قسرا واعتسافا الى هذه المعاني التي لا تخطر لأحد ممن يفهم معاني هذه الألفاظ عند اطلاقها. والثاني هو الكذب على من قالها حيث زعمتم أن مراده منها كذا وكذا وزورا ، بل يلزمكم في صنيعكم هذا أمران آخران هما أقبح من المذكورين ، أحدهما جحدكم الهدى الذي دلت عليه هذه الألفاظ حيث نفيتم معانيها الحقة التي أراد الله أن تكون بيانا وهدى. والثاني شهادتكم الزور والبهتان. اذ تشهدون على الله عزوجل أن مراده من هذه الألفاظ كذا وكذا ، وأنه لم يرد منها حقائقها ، وان تلك الحقائق لا يمكن أن تكون مرادة لله من هذه الالفاظ لما يترتب عليها في زعمكم من محالات ، فأي شهادة زور أشنع من هذه التي شهدتموها على ربكم أنها الجاهلون.
* * *