بدلا من استوى جهلا منكم بمواضع الألفاظ في اللغة التي لم يستعمل فيها لفظ استوى قط بمعنى استولى. ومخالفة منكم لمنطق العقل الذي يحكم بأن كل موجودين ، فلا بد أن يكونا اما متداخلين يعني أحدهما داخل في الآخر ، وأما متباينين كل منهما منفصل عن الآخر ، وما دام الله عزوجل باتفاق منا ومنكم ليس داخلا في العالم ولا حالا فيه فلم يبق إلا أن يكون منفصلا عنه عاليا عليه.
وقول الشيخ : فمن الذي يلحاني استفهام انكاري تعجبي أي لا أحد يلومني ويعنفني على ما قصدت إليه من فضيحة اليهود واخوانهم المحرفين للقرآن.
* * *
عشرون وجها تبطل التأويل باس |
|
تولى فلا تخرج عن القرآن |
قد أفردت بمصنف هو عندنا |
|
تصنيف حبر عالم رباني |
ولقد ذكرنا أربعين طريقة |
|
قد أبطلت هذا بحسن بيان |
هي في الصواعق ان ترد تحقيقها |
|
لا تختفي إلا على العميان |
نون اليهود ولام جهمي هما |
|
في وحي رب العرش زائدتان |
وكذلك الجهمي عطل وصفه |
|
ويهود قد وصفوه بالنقصان |
فهما إذا في نفيهم لصفاته |
|
العليا كما بينته أخوان |
الشرح : يعني أن تأويل الجهمية للفظ استوى باستولى باطل من عشرين وجها ، ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله سره في مصنف خاص. وقد ذكرها المصنف رحمهالله في كتابه (الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة) وزاد عليها عشرين وجها أخرى ، فصار المجموع أربعين وجها مع قوة في الحجة وحسن في البيان كما هو دأبه في كل كتبه صغيرها وكبيرها ، فهو بحق كما وصفه أحد الاخوان من أنصار السنة (صاحب القلم السيال والسحر والحلال) جزاه الله وجزى أستاذه شيخ الإسلام عن هذه الأمة خير ما يجزي به العلماء العاملين الذين أناروا الطريق للسالكين ، ومهدوا لمن بعدهم سبل الحق واليقين.
ولا نطيل الكلام في سرد هذه الوجوه ، فليرجع إليها من أراد في كتاب