في هتك أستار اليهود وشبههم |
|
من فرقة التحريق للقرآن |
يا مسلمون بحق ربكم اسمعوا |
|
قولي وعوه وعي ذي عرفان |
ثم احكموا من بعد من هذا الذي |
|
أولى بهذا الشبه بالبرهان |
أمر اليهود بأن يقولوا حطة |
|
فأبوا وقالوا حنطة لهوان |
وكذلك الجهمي قيل له استوى |
|
فأبى وزاد الحرف للنقصان |
قال استوى استولى وذا من جهله |
|
لغة وعقلا ما هما سيان |
الشرح : والعجيب من أمر هؤلاء المتأولين أنهم يرمون أهل الحق بما هم به أولى وأحق وهو بهم أشبه وألصق من الشبه باليهود حيث يقولون أن اليهود شبهوا حين قالوا أن الله فقير ونحن أغنياء ، وأنه استراح من الخلق يوم السبت الخ وأنتم شبهتم حين قلتم أن الله مستو على عرشه ، وأن له وجها ويدا ، وأنه ينزل ويجيء الخ ، سبحانك هذا بهتان عظيم. اننا حين نثبت لله عزوجل ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلىاللهعليهوسلم من صفات لا نعتقد أن هذه الصفات له تشبه ما للمخلوق من ذلك ، بل نثبتها له على ما يليق بعظمته وجلاله فنحن لسنا مشبهين ولا ممثلين ، كما أننا لسنا معطلين ولا جاحدين ، بل شأننا في ذلك إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل كما قال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : ١١] ثم أننا نحتكم نحن وأنتم إلى كل مسلم يمكن أن يعي قولنا ويعرفه ليحكم اينا أقرب شبها إلى اليهود ، وأولى أن ينسب إليهم.
أن اليهود أمرهم الله عزوجل أن يدخلوا الباب سجدا ، وأن يقولوا حطة من الحط ، يعني أن تحط عنا ذنوبنا وتغفر لنا خطايانا ، فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ، ووضعوا حنطة مكان حطة لهوان نفوسهم واخلادهم إلى هذه الارض وقصر أنظارهم على حطام الحياة ومادة العيش دون اعتبار للمعاني السامية والمبادي الكريمة.
وهكذا أنتم معشر الجهمية ، يقول الله لكم استوى على العرش فتأبون الا أن تزيدوا حرفا على النص ، وذلك من نقصانكم في العلم والفهم ، فتقولون استولى