وكذلك الرحمن جل جلاله |
|
لم يحتمل معنى سوى الرحمن |
يا ويحه بعماه لو وجد اسمه الر |
|
حمن محتملا لخمس معان |
لقضى بأن اللفظ لا معنى له |
|
إلا التلاوة عندنا بلسان |
فلذاك قال أئمة الإسلام في |
|
معناه ما قد ساءكم ببيان |
ولقد أحلناكم على كتب لهم |
|
هي عندنا والله بالكيمان |
الشرح : وكذلك الحرف (على) الذي تعدى به فعل الاستواء هو نص في إفادة الاستعلاء عند أهل اللغة لا يجوز صرفه عن هذا المعنى الذي هو حقيقة فيه بلا قرينة كلامية توجب ذلك وتدل عليه. وكذلك الاسم الكريم (الرحمن) لا يحتمل معنى سوى الرب الموصوف بالرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء جل شأنه. فيا ويح هذا المعطل الأعمى لو رأى كذلك أن اسمه الرحمن ليس نصا في الدلالة على مسماه وطرد قاعدته الفاسدة في احتمال الألفاظ عليه ، وادعى له هو الآخر أنه محتمل لخمس معان ، كما ادعى ذلك في العرش : إذا لوجب أن يحكم بأن الألفاظ خالية من معانيها ، وأن نصيب القارئ منها هو التلاوة باللسان فقط دون أن يفقه لها معنى. وهذا هو ما يهدف إليه هؤلاء المعطلة أعداء الكتاب والسنة أن يعزلوا نصوصهما عن إفادة الحق واليقين ليرجعوا في ذلك إلى قضايا عقولهم الفاسدة ، وإذا ثبت أن كل لفظة من ألفاظ الآية الكريمة ، أعني قوله تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) [طه : ٥] هو نص في معناه بحيث لا يجوز صرفه عنه لم يكن حينئذ للاستواء على العرش معنى إلا العلو والارتفاع عليه ، وهذا المعنى هو الذي أطبق عليه أئمة الإسلام ولكن قلوبكم المريضة لم تتسع له لامتلائها من الباطل الذي ورثتموه عن فلاسفة اليونان وغيرهم فساءكم ما قاله أئمة الهدى ، وملأ قلوبكم غيظا عليهم ، ولن تستطيعوا إنكار نسبة هذا القول إليهم ، فقد أحلناكم على كتبهم التي لا يشك في نسبتها إليهم وهي بحمد الله من الكثرة بحيث تشبه الكيمان ، والكيمان جمع أكوام الذي هو جمع كومة ، والكومة هي الجملة من الشيء المتكومة المجتمعة.
* * *