ينسب القرآن قولا إلى كل من جبريل ومحمد عليهماالسلام ، ولكن باعتبار الأداء لا بمعنى الابتداء والإنشاء.
* * *
هذا الذي قلنا وأنتم أنه |
|
عين المحال وذاك ذو بطلان |
فإذا تساعدنا جميعا أنه |
|
ما بيننا لله من قرآن |
إلا كبيت الله إضافة المخلوق |
|
لا الأوصاف للديان |
فعلام هذا الحرب فيما بيننا |
|
مع ذا الوفاق ونحن مصطلحان |
فإذا أبيتم سلمنا فتحيزوا |
|
لمقالة التجسيم بالإذعان |
عودوا مجسمة وقولوا ديننا ال |
|
إثبات دين مشبه الديان |
أو لا فلا منا ولا منهم وذا |
|
شأن المنافق إذ له وجهان |
هذا يقول مجسم وخصومه |
|
ترميه بالتعطيل والكفران |
هو قائم هو قاعد هو جاحد |
|
هو مثبت تلقاه ذا ألوان |
يوما بتأويل يقول وتارة |
|
يسطو على التأويل بالنكران |
الشرح : هذا الذي يقوله المجسم من إثبات الكلام اللفظي الذي هو حروف وأصوات مسموعة ، ولا تكون إلا حادثة ، لأن لها ابتداء وانتهاء ، هو الذي قلنا نحن وأنتم أنه عين المحال لاستلزامه مشابهة الله لخلقه ، وكونه محلا للحوادث.
فإذا كنا قد اتفقنا نحن وأنتم على أن هذا المكتوب بين دفتي المصحف المقروء بألسنتنا المسموع بآذاننا ليس هو كلام الله ، وأنه ليس لله في الأرض قرآن ، وأن إضافته إلى الله تعالى كإضافة البيت والناقة وغيرهما من الأعيان المخلوقة إليه ، وليست إضافة صفة إلى موصوف ، فعلام إذا تناجزوننا الحرب مع كل هذا الوفاق في معظم الأصول والقواعد الأساسية ، فإذا أبيتم إلا حربنا وعداوتنا فانبذوا ما أنتم عليه مما توافقوننا فيه وانحازوا إلى مقالة التجسيم مذعنين ، وكونوا مع هؤلاء المجسمة المثبتين ، وقولوا رضينا بالإثبات دينا ، وإلا فصرحوا بأنكم لستم منا ولا منهم ، وأنكم كالشاة الحائرة بين الغنمين ، شأن المنافق صاحب