ولذاك قلنا أن رؤيتنا له |
|
عين المحال وليس في الإمكان |
وزعمتم أنا نراه رؤية المع |
|
دوم لا الموجود في البرهان |
إذ كل مرئي يقوم بنفسه |
|
أو غيره لا بد في البرهان |
من أن يقابل من يراه حقيقة |
|
من غير بعد مفرط وتدان |
ولقد تساعدنا على إبطال ذا |
|
أنتم ونحن فما هنا قولان |
أما البلية فهي قول مجسم |
|
قال القرآن بدا من الرحمن |
هو قوله وكلامه منه بدا |
|
لفظا ومعنى ليس يفترقان |
سمع الأمين كلامه منه وأد |
|
اه إلى المختار من إنسان |
فله الأداء كما الأداء لرسوله |
|
والقول قول الله ذي السلطان |
الشرح : ولهذا الذي ذهبنا إليه نحن وأنتم من نفي الجهة وإنكار أن يكون الله فوق عرشه بذاته ، قلنا أن رؤيتنا له التي وردت بها النصوص الصريحة من الكتاب والسنة مستحيلة غير ممكنة ، وأما أنتم فلما لم يجترئوا على إنكار تلك النصوص أو تأويلها أثبتم رؤية بلا جهة ، وهي لا تليق إلا بالمعدوم دون الموجود في الأعيان ، فإن البرهان قام على أن كل مرئي ، سواء كان قائما بنفسه ، وهو ما لا يكون تحيزه تابعا لتحيز غيره ، أو كان قائما بغيره ، كالعرض لا بد أن يكون مقابلا للرائي وفي جهة منه ، وقد تظاهرنا نحن وأنتم على إبطال ذلك ، أي الوجود في الجهة في حق الله تعالى ، فقولنا في ذلك هو عين قولكم ، لهذا حكمنا باستحالة الرؤية ، والتزمتم رؤية بلا جهة ، فليس ثم خلاف بيننا وبينكم في هذه الأصول ، أما المخالف لنا ولكم جميعا فهو ذلك المجسم الذي يقول بأن القرآن كلام الله ، لفظه ومعناه ، منه بدأ وإليه يعود ، فيثبت الحرف والصوت ، ولا يفرق بين اللفظ والمعنى ، ولا يقول أن اللفظ مخلوق ، بل يقول أن القرآن كله ، لفظه ومعناه ، هو قول الله وكلامه ، سمعه منه الأمين جبريل عليهالسلام ثم أداه إلى سيد البشر ومختارهم محمد صلىاللهعليهوسلم كما سمعه ، فليس لجبريل فيه إلا الأداء فقط ، وكذلك الرسول عليهالسلام أداه لأمته كما سمعه من جبريل ، والقول قول الله في كل ذلك ، لأن القول إنما ينسب إلى من قاله مبتدئا لا إلى من بلغه مؤديا. نعم قد