صاحب البرهان وكيف آثروا كلامه على كلام غيره بمجرد التقليد من غير برهان في الوقت الذي عموا فيه عن الوحيين ولم يروا أنفسهم أهلا للنظر فيهما ، فيا له من حرمان أن يجعل قول الشيوخ أتم بيانا من الوحيين ، فهم إذا سئلوا عن شيء منها أظهروا الحذق والمهارة في فهمه وتقريره بحيث لا يخفي عليهم موضع حرف منه ، ولكنهم إذا سئلوا عن معنى آية أو حديث استعظموا ذلك واستهولوه واكتفوا بذكر ما يحفظونه من كلام شيوخهم فيه. فلا والله الواحد الرحمن لا يكون كلام شيوخهم أبدا أتم بيانا ولا أوضح دلالة من الوحيين ، لا من جهة سنده ولا متنه ، فإن النقل فيهما نقل صادق قام به أئمة عدول وجهابذة ثقات ، والقول هو قول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ، والذي هو أعلم الناس بما يقول ، وأقدرهم على الأداء والبيان وأما ما سواهما من قول سائر الناس فلا يخلو إما ان يكون كاذبا من جهة النقل ، أو قاصرا على إفادة المطلوب أو محتملا للخطأ ، فلا يمكن ان يستوي النقلان أبدا عند ذوي الألباب. والأرسان جمع رسن وهو الحبل المعروف الذي تشد به الدابة.
* * *
هذا الذي ألقى العداوة بيننا |
|
في الله نحن لأجله خصمان |
نصروا الضلالة من سفاهة رأيهم |
|
لكن نصرنا موجب القرآن |
ولنا سلوك ضد مسلكهم فما |
|
رجلان منا قط يلتقيان |
إنا أبينا أن ندين بما به |
|
دانوا من الآراء والبهتان |
إنا عزلناها ولم نعبأ بها |
|
يكفي الرسول ومحكم الفرقان |
من لم يكن يكفيه ذان فلا كفا |
|
ه الله شر حوادث الأزمان |
من لم يكن يشفيه ذان فلا شفا |
|
ه الله في قلب ولا أبدان |
من لم يكن يغنيه ذان رماه رب |
|
العرش بالإعدام والحرمان |
من لم يكن يهديه ذان فلا هدا |
|
ه الله سبل الحق والإيمان |
الشرح : يعني أن انتصار هؤلاء لأقوال شيوخهم وتقديمهم إياها على الكتاب