معاني الأدب والإيمان. تلميذه ومشايعه في الجهل والضلال المدعو زاهد الكوثري ، فيقول في تكملته :
«ترى المؤلف على ورعه البالغ يستنزل اللعنات على الناظم في كثير من مواضع هذا الكتاب ، وهو يستحق تلك اللعنات من حيث خروجه على معتقد المسلمين بتلك المخازي لكن الخاتمة مجهولة ، فالأولى كف اللسان الآن عن اللعن».
وأما استنزال المؤلف اللعنة عليه فكان في حياة الناظم ، وهو يمضي على زيغه وإضلاله ، عامله الله بعدله ، وإنما قدمت لك هذه الصورة لترى في أي جو خانق مظلم ملئ بأنواع الكيد والأذى كان يعيش المؤلف وشيخه وغيرهما من أئمة السنة والحديث ، رحمهمالله ورضي عنهم أجمعين.
* * *
من لي بشبه خوارج قد كفروا |
|
بالذنب تأويلا بلا إحسان |
ولهم نصوص قصروا في فهمها |
|
فأتوا من التقصير في العرفان |
وخصومنا قد كفرونا بالذي |
|
هو غاية التوحيد والإيمان |
الشرح : إذا قلت من لي بفلان كان معنى هذا التعبير أنك تطلب من يكفيكه ويريحك منه ، فالمؤلف يود لو أن له بهؤلاء الجاهلين قوة ، ويرميهم بشبه الخوارج في تكفيرهم بالذنب بلا إحسان في التأويل ، وباستمساكهم بنصوص قصروا عن فهمها فضلوا بها عن سواء السبيل. وخصومنا كذلك ، بل هم شر من الخوارج ، فإنهم ما كفرونا بذنب ارتكباه ، ولكن كفرونا بما هو غاية التوحيد والإيمان ، وهذا أعظم الجهل ومنتهى الخذلان أو يوصف التوحيد منا بالشرك ، والإيمان منا بالكفران. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والمراد بعدم الإحسان في التأويل هو التمسك ببعض المتشابه من الآيات من غير ردها إلى المحكم الذي يوضح المراد منها. وقوله : فأتوا من التقصير في