قال الصواب بأنه استولى فلم |
|
قلت استوى وعدلت عن تبيان |
وكذلك ينزل أمره سبحانه |
|
لم قلت ينزل صاحب الغفران |
ما ذا بعدل في العبارة وهي مو |
|
همة التحرك وانتقال مكان |
وكذاك قلت بأن ربك في السما |
|
أوهمت حيز خالق الأكوان |
كأن الصواب بأن يقال بأنه |
|
فوق السما سلطان ذي السلطان |
وكذاك قلت إليه يعرج والصوا |
|
ب إلى كرامة ربنا المنان |
الشرح : بعد أن حكم الشيخ المؤلف بأن الخوارج خير وأقرب إلى الإسلام من هؤلاء وكل أمرهم جميعا إلى الله الذي له الحكم وحده وإليه يرجعون يوم الجزاء فيجازي كلا منهم بما يستحقه في قانون العدل الإلهي والقسطاس المستقيم الذي لا تغيب عنه ذرة ، ثم أعلن براءة أهل السنة من الفريقين جميعا إلا مما يوجد عندهم من الهدى والبيان ، ثم عقد هذه المقارنة الرائعة بين الخوارج وبين هؤلاء الخصوم ومنها يتبين جليا أنهم هم أشباه الخوارج عند كل من له علم ومعرفة بآراء الفريقين.
فالخوارج قالوا للرسول صلىاللهعليهوسلم على لسان زعيمهم ذي الخويصرة التميمي : يا رسول الله اعدل فإنك لم تعدل ، وقالوا عن قسمته هذه قسمة ما أريد بها وجه الله.
وكذلك الجهمي المعطل قال مثل ذلك وزاد عليه ، فلم يعجبه قول الرسول أن ربه استوى على العرش ، وقال بل صوابه استولى وعاب على الرسول أنه عدل عن هذا اللفظ الصريح إلى ذلك اللفظ الموهم للعلو والارتفاع ، وكذلك لم يعجبه قول الرسول ينزل ربنا ، فقال بل الصواب ينزل أمر ربنا ، واتهمه بعدم العدل في هذه العبارة التي توهم جواز الحركة على الله والانتقال من مكان إلى مكان ، وكذلك لم يرض قوله أن الله في السماء لأن ذلك يوهم الحيز والجهة وهما عنده مستحيلان على الله والصواب عنده ان يقال فوق السماء سلطانه لا ذاته.
وينكر الجهمي كذلك ان يقال أن الملائكة والروح تعرج إليه إذ هو لا يؤمن