الشرح : فإن قلتم معتذرين عن تكفيركم لأهل السنة والحديث واستحلالكم لدمائهم وأعراضهم أنا متأولون في ذلك فالخوارج كذلك كانوا متأولين في تكفيرهم لمن خالفهم من المسلمين. ومع اشتراككما في البغي والعدوان والخطأ في التأويل فإنكم تنفردون عنهم بقبائح ، منها البهتان والتعطيل ، والتحريف والتبديل ، وهم ينفردون عنكم بمحاسن ، منها الإثبات والتصديق ، والخوف من الرب الجليل فما ذا يكون لكم على تأويلكم أجران ، ويكون لهم على تأويلهم وزران. فإذا كان الرسول صلىاللهعليهوسلم قد حكم عليهم بالمروق من الإسلام لتكفيرهم متأولين أهل الإيمان فأنتم وهم في حكمه سيان.
ومع اشتراككما كذلك في مخالفة النصوص إلا أن هناك فرقا بينكم وبينهم من جهتين تجعلانهم خيرا وأقرب إلى الحق منكم ، الجهة الأولى أنهم يخالفون النص لتمسكهم بنص آخر معارض له في الظاهر ، ولم يفهموا طريق الاحسان في التوفيق بينهما ولكنكم أنتم تخالفون النصوص لما تسمونه عندكم شبهات عقلية ترون تقديمها على موجب النص لأنها في زعمكم قواطع تفيد اليقين ، والجهة الثانية أنهم يقدمون ما يفهم من ظاهر الآيات على الأحاديث المبينة لها ، وأما أنتم فتقدمون آراء شيوخكم ومتبوعيكم على ما يدل عليه الكتاب والسنة جميعا ، فهل أنتم وهم بعد هذا الفرق البين عدلان أم هم أقرب منكم إلى الإسلام والإيمان لقد وضح الصبح لمن له عينان.
* * *
والله يحكم بينكم يوم الجزا |
|
بالعدل والإنصاف والميزان |
هذا ونحن فمنهم بل منكم |
|
برآء إلا من هدى وبيان |
فاسمع إذا قول الخوارج ثم قو |
|
ل خصومنا واحكم بلا ميلان |
من ذا الذي منا إذا أشباههم |
|
إن كنت ذا علم وذا عرفان |
قال الخوارج للرسول اعدل فلم |
|
تعدل وما ذي قسمة الديان |
وكذلك الجهمي قال نظير ذا |
|
لكنه قد زاد في الطغيان |