هؤلاء الزائغين بفضلات قذرة وأطعمة عفنة ألقيت في احدى المزابل ، فلا يأوى إليها الا أصحاب العقول القذرة والفطرة المنتكسة.
* * *
يا قوم والله العظيم نصيحة |
|
من مشفق وأخ لكم معوان |
جربت هذا كله ووقعت في |
|
تلك الشباك وكنت ذا طيران |
حتى أتاح لي الاله بفضله |
|
من ليس تجزيه يدي ولساني |
حبر أتى من أرض حران فيا |
|
أهلا بمن قد جاء من حران |
فالله يجزيه الذي هو أهله |
|
من جنة المأوى مع الرضوان |
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم |
|
حتى أراني مطلع الايمان |
ورأيت أعلام المدينة حولها |
|
نزل الهدى وعساكر القرآن |
ورأيت آثارا عظيما شأنها |
|
محجوبة عن زمرة العميان |
ووردت رأس الماء أبيض صافيا |
|
حصباؤه كلآلئ التيجان |
ورأيت أكوازا هناك كثيرة |
|
مثل النجوم لوارد ظمآن |
ورأيت حوض الكوثر الصافي الذي |
|
لا زال يشخب فيه ميزابان |
ميزاب سنته وقول إلهه |
|
وهما مدى الأيام لا ينيان |
والناس لا يردونه الا من الآ |
|
لاف أفرادا ذوي ايمان |
وردوا عذاب مناهل أكرم بها |
|
ووردتم أنتم عذاب هوان |
الشرح : يحكي الشيخ هنا في صورة نصيحة يقدمها الى هؤلاء الهلكى شفقة بهم ما جربه هو بنفسه من الوقوع في أسر هذه المذاهب الباطلة ، ولكنه كان أوتي من قوى التمييز والفهم ما يقدر به على التخلص من أغلال التقليد. فما أن قيض الله له شيخ الاسلام وأكرمه بصحبته حتى انفتح له باب الخلاص مما كان يعانيه فلازم هذا الحبر الرباني الجليل ملازمة الظل ، وأخذ من علمه وفضله ما لا يقدر أن يكافئه عليه بيد ولا لسان ، وهو لهذا يدعو الله أن يجزيه عنه بما يستحقه من نعيم الجنان وكريم الرضوان. فهو الذي أخذ بيده وسار فلم يتركه