الشرح : ينادي المؤلف رحمهالله هؤلاء الناكبين عن صراط الله المستقيم ناعيا عليهم أعراضهم عن ينابيع الدين الصافية وموارده الكريمة التي هي كتاب الله تعالى وأحاديث رسولهصلىاللهعليهوسلم ، وما أثر من أقوال السلف الصالح واستعاضتهم عنها بتلك الموارد العفنة مما وضعه ضلال الفلاسفة والجهمية وغيرهم ، وأنهم حين يلوكون هذه الأقوال الخبيثة وتتلوث بها شفاههم وأسنانهم تبدوا آثارها القبيحة في ما تضمره قلوبهم من الأخلاق والنيات وما تقوم به جوارحهم من الأعمال والاركان لأنه لا يمكن ان تطيب منهم هذه الأمور وموردها منتن خبيث ، ثم دعاهم قبل ان يشتغلوا بشتم أهل الحق ويعيبوهم بألقاب السوء ان يغسلوا أفواههم أولا ويطهروها مما بها من خبث وقذر ، ثم التفت الى من يسمونهم حشوية فجعل هذه النسبة التي قصد بها الأعداء إلى ذمهم موضع مدح وفخار لهم فهم حشوية قد حشوا من الدين والقرآن والسنة والإيمان وهم حشوية حشوهم الهدى واليقين على حين حشى أعداؤهم من الضلال والشكوك والشبهات وهم حشوية لأنهم حشو بيوت الله يعمرونها بذكره ومدارسة كتابه وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم وأعداؤهم حشو الأماكن القذرة من الغائط والقلوط وهم أخيرا حشو الجنة دار الخلد التي أعدها الله للمتقين وأما أعداؤهم فحشو الجحيم يصلونها بما أعرضوا عن سبل الله المستقيمة ، وبما اتبعوا من سبل الضلال والكفران.
* * *
يا وارد القلوط ويحك لو ت |
|
رى الحشوي وارد منهل الفرقان |
وتراه من رأس الشريعة شاربا |
|
من كف من قد جاء بالفرقان |
وتراه يسقي الناس فضلة كأسه |
|
وختامها مسك على ريحان |
لعذرته أن بال في القلوط لم |
|
يشرب به مع جملة العميان |
يا وارد القلوط لا تكسل فرأ |
|
س الماء فاقصده قريب دان |
هو منهل سهل قريب واسع |
|
كاف إذا نزلت به الثقلان |
والله ليس بأصعب الوردين بل |
|
هو أسهل الوردين للظمآن |