فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه كما أخبر هو عن نفسه.
* * *
فصل
في قدوم ركب آخر
وأتى فريق ثم قارب وصفه |
|
هذا ولكن جد في الكفران |
فأسر قول معطل ومكذب |
|
في قالب التنزيه للرحمن |
اذ قال ليس بداخل فينا ولا |
|
هو خارج عن جملة الأكوان |
بل قال ليس ببائن عنها ولا |
|
فيها ولا هو عينها ببيان |
كلا ولا فوق السموات العلى |
|
العرش من رب ولا رحمن |
والعرش ليس عليه معبود سوى الع |
|
دم الذي لا شيء في الأعيان |
بل حظه من ربه حظ الثري |
|
منه وحظ قواعد البنيان |
لو كان فوق العرش كان كهذه ال |
|
أجسام سبحان العظيم الشأن |
الشرح : هذا بيان لمذهب الجهمية المعطلة الذين حكى الشيخ مقالتهم فيما سبق وهو مقارب لمذهب الحلول السابق ، ولكنه أوغل منه في الكفر حيث أنه قائم على التعطيل لصفات الرب والتكذيب بالنصوص الصريحة المثبتة لها من الكتاب والسنة ومع ذلك يصوغه أصحابه في قالب التنزيه تمويها على قصار النظر فيقولون ما أردنا بنفي الصفات الا تنزيهه عن مشابهة المخلوقات ، وهم مع ذلك يصفونه بصفات المعدوم الممتنع فيقولون لا هو داخل العالم ولا خارج العالم ، ولا يقال له متصل ولا منفصل ولا قريب ولا بعيد ، وليس هو في حيز ولا جهة فالجهات والأمكنة كلها بالنسبة إليه سواء فليس الفوق أولى به من التحت ولاحظ العرش منه أكثر من حظ الأرض السابعة السفلى ، أو قواعد البنيان ، وحقيقة قولهم أنه ليس فوق السموات العلى والعرش رب ولا رحمن ، بل ليس فوقه الا العدم المحض الذي لا حقيقة له في الخارج.