ويزعمون أن القول باستوائه على العرش يستلزم أن يكون في جهة وأن يكون العرش حيزا له ، وذلك من صفات الأجسام تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا؟
* * *
ولقد وجدت لفاضل منهم مقا |
|
ما قامه في الناس منذ زمان |
قال اسمعوا يا قوم أن نبيكم |
|
قد قال قولا واضح البرهان |
لا تحكموا بالفضل لي أصلا على |
|
ذي النون يونس ذلك الغضبان |
هذا يرد على المجسم قوله |
|
الله فوق العرش والأكوان |
ويدل أن إلهنا سبحانه |
|
وبحمده يلقى بكل مكان |
قالوا له بين لنا هذا فلم |
|
يفعله فأعطوه من الأثمان |
الفا من الذهب العتيق فقال في |
|
تبيانه فاسمع لذا التبيان |
قد كان يونس في قرار البحر تح |
|
ت الماء في قبر من الحيتان |
ومحمد صعد السماء وجاوز ال |
|
سبع الطباق وجاز كل عنان |
وكلاهما في قربه من ربه |
|
سبحانه إذ ذاك مستويان |
فالعلو والسفل اللذان كلاهما |
|
في بعده من ضده طرفان |
أن ينسبا لله نزه عنهما |
|
بالاختصاص بلى هما سيان |
في قرب من أضحى مقيما فيهما |
|
من ربه فكلاهما مثلان |
فلأجل هذا خص يونس دونهم |
|
بالذكر تحقيقا لهذا الشأن |
فأتى الثناء عليه من أصحابه |
|
من كل ناحية بلا حسبان |
الشرح : أورد الشيخ هنا هذه الحكاية التي تدل على جهل ذلك الجهمي وعدم بصره بمواقع الاستدلال ، فقد أراد أن يستدل بقوله عليهالسلام «لا تفضلوني على يونس بن متى» على أنه ليس فوق العرش إله ، وأن محمدا لم يكن وهو فوق السبع الطباق باقرب إلى الله من يونس وهو في جوف الظلمات وهو استدلال فاسد ، فان نهيه عليهالسلام أمته عن تفضيله على يونس لم ينف أنه أفضل منه في الواقع ، وهذا النهي عن التفضيل لا صلة له بالقرب والبعد ، وأنما هو إرشاد