وهو النجاء يقتضي القرب. والثاني انك أثبت له الصوت الذي هو من خصائص الأجسام ، سواء كان عاليا او منخفضا ، وهو بنوعيه ممتنع على الله عزوجل.
* * *
وزعمت ان محمدا أسرى به |
|
ليلا إليه فهو منه دان |
وزعمت أن محمدا يوم اللقا |
|
يدنيه رب العرش بالرضوان |
حتى يرى المختار حقا قاعدا |
|
معه على العرش الرفيع الشأن |
وزعمت أن لعرشه أطا به |
|
كالرحل أطّ براكب عجلان |
وزعمت أن الله أبدى بعضه |
|
للطور حتى عاد كالكثبان |
لما تجلى يوم تكليم الرضى |
|
موسى الكليم مكلم الرحمن |
وزعمت للمعبود وجها باقيا |
|
وله يمين بل زعمت يدان |
وزعمت أن يديه للسبع العلى |
|
والأرض يوم الحشر قابضتان |
الشرح : وزعمت كذلك أن محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم أسرى به ربه ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وأنه عرج به الى السماء حتى تجاوزها ووصل إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام ، وكان من ربه قاب قوسين أو أدنى وأنه يدنيه كذلك يوم القيامة حين ينزل سبحانه لفصل القضاء بين عباده فيجلسه معه على العرش العظيم ، وزعمت أن لعرشه سبحانه أطيطا به ، أي تصويتا كأطيط الرحل الجديد من ثقله كما روي الحديث بذلك عن عمر رضي الله عنه.
وزعمت أنه سبحانه تجلى للجبل المسمى بالطور عند ما سأله موسى عليهالسلام الرؤية فقال له لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني ، فلما تجلى سبحانه للجبل وظهر له من نوره مقدار أنملة إصبع ـ كما ورد في الحديث ـ لم يطق الجبل ذلك وصار كثيبا مهيلا وخر موسى صعقا من هول الموقف ، فلما أفاق قال سبحانك تبت أليك وأنا أول المؤمنين.
وزعمت أن للمعبود سبحانه وجها باقيا لا يفنى ولا يزول ، أخذا من قوله