فأوجب طاعة الجهّال والفسّاق والائتمام بهم. انتهى.
«لنا» عليهم «الإجماع والآية كما مرّ».
«و» السادس من شروط الإمامة : «الورع» وهو الإتيان بالواجبات والانتهاء عن المحرّمات وملاك النّفس على (١) ذلك.
قال الإمام يحيى عليهالسلام في الشامل : ولا يشترط بلوغه في الورع أعلى المراتب ولكن مقدار ما يحصل به مجانبة الكبائر وترك الأمور المسترذلة فلا تصحّ إمامة الفاسق ومن يفعل ما لا يفعله إلّا أهل الفسق كالبول في السّكك والشوارع ، والإصرار على ما يظن كونه معصية قال : وإذا كان الشّاهد يجرح بذلك فالإمام أولى.
«خلافا للحشوية» فإنهم لا يشترطون العدالة.
«لنا قوله تعالى» : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فأخبر الله تعالى أنّ الإمامة التي هي عهد الله وأمانته لا تنال الظالمين وكيف يصحّ أن يكون الإمام ظالما وإنّما شرع نصبه لدفع الظلم. قال الشاعر :
لنا ملك ما فيه للملك آية |
|
سوى أنه يوم السلام متوج |
أقيم لإصلاح الورى وهو مائل |
|
وكيف يقوم الظلّ والعود أعوج |
وكما لا يجوز في حكم الله عزوجل أن يجعل المتقين كالفجار ولا الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين : فكذلك لا يجوز في حكمه أن يجعل المتقين أتباعا للفجّار وأن يجعل المفسدين أئمة للمصلحين.
«و» السابع : «اجتناب المهن المسترذلة» كالدّباغة والحجامة والحياكة «خلافا للحشوية».
«قلنا : اختلّت العدالة» بذلك «والإجماع» ممّن يعتد به «على اعتبارها».
وقول الحشوية ساقط لمخالفته العقل والنقل.
وبعض أهل المذهب يأتي بلفظ العدالة ويريد بها : الورع والسخاء والشجاعة.
__________________
(١) (ب) عن ذلك (ض) عند ذلك.