الذي تولته الصحابة.
وأما الجمع الآخر : فهو جمع الآيات في السور فهو توقيفي تولّاه النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم كما أخبر به جبريل عن أمر ربه.
قلت : وقد ذكرنا شيئا من ذلك ومن أحكام التوقيف في الشرح.
(فصل)
«وهو» أي القرآن «خطاب للموجودين» وقت وحيه من الثقلين «اتفاقا» بين الأمّة.
«والمختار وفاقا للحنابلة» أي أتباع أحمد بن حنبل أنه خطاب للموجودين.
«وخطاب لمن أدرك» أي بلغ حد التكليف ممّن وجد بعدهم أي بعد الموجودين وقت وحيه فهو يعمهم بالخطاب حقيقة.
قال في الفصول : وهي عند بعض أئمتنا الحقيقة العرفية كالوصية للأولاد وكما كان النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم مرسلا إلى الموجودين والمعدومين «لأن السابق مأمور بإبلاغه» أي القرآن «اللّاحق كما أن النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم مأمور بإبلاغه» أي القرآن «الموجود» أي كل موجود من الثقلين في عصره صلىاللهعليهوآلهوسلم ولو كان من أهل البلدان النّائية عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ لا فرق بين الموجودين في عصره صلىاللهعليهوآلهوسلم النّائين عنه وبين من بعدهم «ولقوله تعالى ملقّنا لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم» (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (١) أي لأنذركم به وأنذر من بلغه القرآن من العرب والعجم والإنس والجن إلى يوم القيامة.
وقال «الجمهور : بل لزم من بعدهم بدليل آخر» لا بكونه (٢) خطابا لهم لأنّ خطاب المعدوم لا يصحّ وذلك الدليل «إمّا الإجماع» من الأمّة
__________________
(١) الأنعام (١٩).
(٢) (ض) لا لكونه.