آدم عليهالسلام» في أكله من الشجرة «أو لظنهم أنها غير معصية» لله تعالى.
«ومن ذلك خطيئة يونس عليهالسلام» كما سبق ذكره أنه ظنّ أن لا يعاقبه الله على مغاضبته لقومه لمّا كان ذلك غضبا لله تعالى «و» خطيئة «داود عليهالسلام» أيضا في شأن امرأة أوريا وذلك أنه حين رآها تمنّاها في نفسه أن تكون من أزواجه ولم يكن منه غير ذلك على ما حكاه الهادي عليهالسلام وغيره واعتقد أن ذلك لا يؤاخذ به.
(فصل)
«والإيمان لغة التّصديق» كما قال الله تعالى حاكيا [عن أولاد يعقوب] «وما أنت بمؤمن لنا» أي بمصدّق لنا.
وقال الناصر عليهالسلام : هو مشتق من الأمان لأنّ المؤمن يؤمّن نفسه من سخط الله ووعيده ويوجب له رضوانه.
واعلم : أن هذه المسألة تنبني عليها مسألة الإرجاء ومسألة المنزلة بين المنزلتين وقد اختلف في الإيمان في الشرع على عشرة أقوال الأول والثاني والثالث قول «أئمتنا عليهم» «السلام وجمهور المعتزلة والشافعي وبعض الخوارج» وهم الفضلية والبكرية والأزارقة والصفرية [لأن الفضلية يقولون : من أخلّ بشيء من الواجبات أو فعل شيئا من المحرمات كفر فجعلوا فعل الواجبات وترك المحرمات من شروط الإيمان وإن خالفوا في اسم من ترك بعض الواجبات وفعل المحرمات ، وكذلك الأزارقة والصفرية قد شرطوا في الإيمان ترك ما ورد الوعيد عليه ، ومن ارتكب ما ورد الوعيد عليه كفر وخرج من الإيمان وأمّا ما لم يرد الوعيد عليه فلا يكفر فإن صحّ عنهم أنهم يقولون : إن بعض المعاصي لا وعيد عليه كانوا خارجين عن هذا القول وإلّا فالظاهر أنهم يقولون : إن بعض المعاصي وهي التي لم يرد فيها دليل وعيد لا توجب الكفر لأنها لا تخرج صاحبها من الإيمان والعمدة تحقيق النقل عنهم بتحقيق مذاهبهم].