فأقول : إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم.
ثم ترد عليّ راية أخرى تلمع نورا فأقول : من أنتم؟
فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أمّة محمد ونحن بقية أهل الحق حملنا كتاب ربنا وأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه وأحببنا ذرية محمد فنصرناهم من كل ما نصرنا منه أنفسنا وقاتلنا معهم وقاتلنا من ناوأهم فأقول لهم أبشروا فأنا نبيئكم محمد ولقد كنتم كما وصفتم.
ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء.
ألا وإنّ جبريل أخبرني بأن أمّتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلاء ألا ولعنة الله على قاتله وخاذله أبد الدهر أبد الدهر».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «حوضي ما بين مكة إلى أيلة له ميزابان من الجنة ... إلى قوله : شرابه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك ، من كذّبه اليوم لم يصبه في الشرب يومئذ شيء منه» (١).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم «حوضي كما بين المدينة وصنعاء» ذكر هذا في الغايات وغيره مثله كثير.
وقال الحسين بن القاسم العياني عليهماالسلام : الكوثر هو الخير الكثير ، وإنّما قيل كوثرا من الكثرة كما يقال : غفران من المغفرة قال : والكوثر عندنا نهر في الجنة خصّ الله به نبيئه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال «الهادي عليهالسلام وأبو هاشم وغيرهما» كقاضي القضاة وأكثر المعتزلة : «والجنة والنار لم يخلقا قطعا» أي ما قد خلقتا قطعا وإنما يخلقهما الله تعالى يوم القيامة «لقوله تعالى» في وصف الجنة (أُكُلُها دائِمٌ) (وَظِلُّها) ولا بدّ من فناء كل شيء كما مر» فلو كانتا قد خلقتا لوجب أن تفنيا وحينئذ يكون خلقهما وإفناؤهما عبثا.
__________________
(١) (ض) يومئذ منه شيء.