حقيقة كقوله تعالى (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (١).
«قلنا : لا مانع» من حمله على الحقيقة فلا وجه للعدول عنها «لقدرة الله سبحانه على ذلك كتسبيح الحصى في كفه صلىاللهعليهوآلهوسلم».
روي أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ في كفّه سبع حصيات أو تسع فسبّحت بكفه وكان لتسبيحهن دويّ كدويّ النحل ، فلما وضعهن انقطع ذلك.
وكذلك : تكليم الذراع المسموم له صلىاللهعليهوآلهوسلم والقصة مشهورة في غزوة خيبر.
ومن أحوال يوم القيامة : اللواء والحوض.
روى صاحب الإشارة وغيره عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : رجع من سفر وهو متغيّر اللون فخطب الناس خطبة بليغة وهو يبكي ثم قال : «أيها الناس : إني خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأرومتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإني أسائلكم في ذلك يوم القيامة عند الحوض وأنه سيرد عليّ الحوض يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء : فتقف فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمد نبيء العرب والعجم فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول : أنا محمد نبيء العرب والعجم فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربي فيقولون : أما الكتاب فضيعنا ، وأما عترتك فحرصنا أن نبيدهم ، فأولّي وجهي عنهم فيصدرون عطاشا قد اسودّت وجوههم. ثم ترد عليّ راية أخرى أشد سوادا من الأولى فأقول لهم من أنتم فيقولون كما قالت الأولى : نحن من أهل التوحيد ، فإذ ذكرت اسمي قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين كتاب ربي وعترتي؟ فيقولون : أما الكتاب فخالفنا ، وأما العترة فخذلنا ومزقناهم كل ممزق.
__________________
(١) فصلت (١١).