والدليل عليه : ما تقدم في الآلام من الأخبار الكثيرة أنها لحط الذنوب وغير ذلك ، والله أعلم.
(فصل)
«ويبعث الله تعالى كل من نفخ فيه الروح» من جميع الحيوانات «قطعا» أي علم ذلك علما مقطوعا به.
وقال «أبو هاشم : لا قطع» بذلك إذ يجوز أن يكون البعض لا يستحق البعث فلا يبعث وهو من لم يكن له ثواب لأنه يجوز عنده توفير العوض في الدنيا.
«لنا : قوله تعالى» : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (١) فأخبر سبحانه وتعالى : أن كل دابّة وكل طائر في الأرض لا بدّ من بعثه وحشره وهذا نص في ذلك.
وأيضا : لو لم يعد بعض ما فيه روح لكان خلقه عبثا وظلما.
«وتعاد أجزاء الحي كاملا» من غير نقص شيء منه.
قال المرتضى عليهالسلام : فأما أولياء الله ومن لم يعصه من خلقه مثل الأطفال وأهل الطاعة فإن الله يبعثهم على أكمل سنّ وأحسن مقدار في أبناء الأربعين سنة ، على تلك الصورة يحشر الشيخ والصبي وجميع المؤمنين.
حدثني أبي صلوات الله عليه عن أبيه صلوات الله عليه عن جدّه عن آبائه عن عليعليهمالسلام أنه قال : (يحشر الله أولياءه يوم القيامة في أكمل ما كانوا عليه في دنياهم وفي (٢) سنّ أربعين سنة ثم يوصلهم الله سبحانه إلى ما أعدّ لهم من ثوابه وجزيل عطائه). انتهى.
وأخرج الترمذي من رواية أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله
__________________
(١) الأنعام (٣٨).
(٢) (ب) من سنّ أربعين.