يومئذ يوصل إليهم ما فيه لذّة ونعيم ، قد جعل الله فيه لهم مقنعا وسرورا فاعلم ذلك انتهى.
«وقيل :» بل يعاد من الحي «ما يصحّ أن يكون الحيّ حيّا معها» وهي جملة في بدن الإنسان لا يعلم كمّيتها ، هي الإنسان حقيقة المستحق للمدح والذمّ والثواب والعقاب ولا تعاد كل أجزائه التي كان عليها في الدنيا بدليل : أن أحدنا يسمّى إنسانا وهو مهزول ثم يسمن أو العكس.
«قلنا : يلزم من ذلك أن يكون» الحيّ المعاد «بلا يدين ولا رجلين لأنه يصحّ أن يكون الحيّ حيّا من دونها و» قد ثبت أن «الله تعالى يقول» : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ...) الآية (وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١).
وقال «أبو علي و» أبو القاسم «البلخي : بل» تعاد «جميع الأجزاء» التي كان الحي عليها وقت الطاعة أو المعصية لأنها بمجموعها هي المستحقة للثواب أو العقاب حتى قال أبو القاسم : لو قطعت يده وهو مؤمن ثم كفر فلا بدّ أن يخلق الله من يده حيوانا يدخله الجنة وكذلك العكس.
«قلنا : لا دليل على» إعادة «الفضلات» كاليد الزائدة وكذلك زيادة اللحم والسمن على قدر الحاجة ، وكذا ما قطع في حال الطاعة والعصيان مع أنه لا وجه لما ذكراه لأنّ الأعضاء لا تستبدّ بفعل الطاعة أو المعصية.
(فصل)
«والحساب يحصل به تعجيل مسرة للسعيد بنشر الحسنات ، وتعجيل عقوبة بالحسرة والندامة للشقي بكشف السيّئات مع إظهار عدل الله سبحانه» وحكمته وصدق وعده ووعيده «والتناصف» من الله سبحانه لعباده حيث أوقفهم تعالى على ما أسلفوه ولم يأخذهم تعالى بقدرته ، وإنصاف بعضهم من بعض.
وذلك أن الله سبحانه وكّل الملائكة عليهمالسلام يكتبون ما يفعلون
__________________
(١) النور (٢٤).