ثمرته الذمّ والعقاب» لفاعله شبّه القبح بالزرع ، فأثبت له البذر والثمر ترشيحا وهي استعارة بالكناية مثل تشبيه : نشبت مخالب المنيّة بفلان.
«و» قد «قيل» في حقيقة التوبة «غير ذلك» الذي ذكرناه «وهو صحيح إن تضمن الندم من وجه القبح» أي إن كان الندم من جهة المعصية لأجل قبحها فالتوبة صحيحة.
«لكن هذا القدر» الذي ذكرناه في حقيقة التوبة «كاف» في صحتها «لحصول الرجوع من التائب والإقلاع» عن فعل المعصية «بذلك» الذي ذكرناه.
(فصل)
«وهي» أي التوبة «مكفّرة» بنفسها «لكل معصية» صغيرة كانت أو كبيرة «إجماعا لقوله تعالى» : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (١) «ونحوها» من الآيات كثير ويبدّل الله بها مكان السيّئات حسنات لقوله تعالى : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ...) الآية (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٢).
قال الناصر عليهالسلام في كتاب البساط في تفسيرها : أعلمنا الله تعالى أنّ العبد إذا تاب ردّ عليه ما بطل من عمله وجعل بدل سيّئاته حسنات.
وقال في الكشاف : فإن قلت : ما معنى مضاعفة العذاب وإبدال السيّئات بالحسنات؟
قلت : إذا ارتكب المشرك معاصي مع الشرك عذّب على الشرك وعلى المعاصي جميعا فتضاعف العقوبة بمضاعفة المعاقب عليه وإبدال السيّئات بالحسنات أن يمحوها بالتوبة ويثبت مكانها الحسنات الإيمان والطّاعة والتّقوى. انتهى.
__________________
(١) طه (٨٢).
(٢) الفرقان (٧٠).