تعالى» في حق أهل النار جميعا (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) (١) (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) وهذا قول أصدق القائلين المطّلع على أسرار القلوب وضمائر الأفئدة فثبت بما ذكرناه : ما ذهبت إليه أئمة العدلية من الزيدية وجماهير المعتزلة من خلود الفساق في النار.
وبطل ما ذهب (٢) إليه المرجئة ومن اغترّ بهم من أهل الأهواء والأمنية.
(فصل)
في ذكر شفاعة النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا خلاف بين الأمّة في ثبوتها ، وأجمعت الأمّة أن المقام المحمود الذي وعد الله به نبيئه صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم القيامة هو الشفاعة المقبولة ولا اعتداد بخلاف المطرفية في إنكار شفاعته صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
قالوا : لأنه إن شفع في واجب فإن الله يفعله من غير شفاعة ، وإن شفع في تفضّل فهو لا يجوز لأنه يجب عليه المساواة بين خلقه وإلّا كان محاباة.
لنا : ما تقدم في الردّ عليهم ولخروجهم من الأمة بكفرهم.
واختلفوا في المستحق لها :
فقال «أئمتنا عليهم» «السلام وجمهور المعتزلة : وشفاعة النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم لأهل الجنة من أمّته يرقّيهم الله بها من درجة» كانوا فيها (٤) «إلى» درجة «أعلا منها ومن نعيم» كانوا صاروا إليه «إلى» نعيم «أسنى منه» وأعظم.
«وأما من أدخله الله النّار فهو خالد فيها أبدا» أي دائما دواما لا انقطاع له
__________________
(١) الأنعام (٢٨).
(٢) (ض) ما ذهبت.
(٣) يوم القيامة تمّت.
(٤) (ض) كانوا يستحقونها.