والهاء والياء والعين والسين والحاء والنون.
ومن حروف القلقلة نصفها : القاف والطاء.
ثم إذا استقريت الكلم وتراكيبها رأيت الحروف التي ألغى الله ذكرها من هذه الأجناس المعدودة مكثورة بالمذكورة منها.
فسبحان الذي دقّت في كل شيء حكمته.
وقد علمت أن معظم الشيء وجلّه ينزّل منزلة كله وهو المطابق للطائف التنزيل واختصاراته.
فكأنّ الله عزّ اسمه عدّد على العرب الألفاظ التي منها تراكيب كلامهم إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم وإلزام الحجة إيّاهم. انتهى.
(فصل)
«وهو» أي القرآن «كلام الله اتفاقا» يريد أنّ لله تعالى كلاما اتفاقا.
قال «أئمتنا عليهم» «السلام والجمهور : وهو» أي كلام الله تعالى الذي هو القرآن «هذا المسموع» المتلوّ في المحاريب الذي يحرم على الجنب لمسه.
وقالت «الأشعرية : بل» كلام الله «معنى» ثابت «في نفس المتكلم» الذي هو الله تعالى وسوّوا في ذلك بين الشاهد والغائب ، فإن الكلام عندهم صفة ذاتية للمتكلم كالقادر والعالم والحيّ ، وليس من قبيل الحروف ولا الأصوات.
وقال الإمام يحيى عليهالسلام : أجمع المسلمون على وصف الله سبحانه وتعالى بكونه متكلّما ولكن اختلفوا في فائدة وصفنا له بذلك :
فعندنا وهو قول المعتزلة : أن فائدته هو أنه تعالى خلق هذه الحروف والأصوات في جسم من غير أمر زائد على ذلك ، وكونه متكلّما عندنا وعندهم يجري مجرى الأوصاف الاشتقاقية التي لا يعتبر فيها إلّا مجرد الفعل لا غير كقولنا : خالق ورازق.
وأما الأشعرية فزعموا أن الكلام يطلق بالاشتراك على أمرين :