وكقوله تعالى : (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ، أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) (١) والمعنى لننتقمنّ ولنهلكنّ ، ونحو ذلك ممّا يدل عليه سياق الكلام «وذلك» أي حذف جواب القسم «جائز إجماعا» بين علماء العربية «لثبوت هذه القاعدة» أي حذف الجواب (٢) لما يدل عليه ونحو ذلك لما يدل عليه «لغة» أي في لغة العرب ، بل ذلك يزيد الكلام فصاحة.
قال في الكشاف : واعلم أنّك إذا تأملت ما أورده الله عزّ سلطانه في الفواتح من هذه الأسماء وجدتها نصف أسامي حروف المعجم أربعة عشر سواء وهي : الألف واللّام والميم والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء والقاف والنون ، في تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم.
ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف بيان ذلك : أن فيها من المهموسة نصفها : الصاد والكاف والهاء والسين والحاء.
ومن المجهورة نصفها : الألف واللّام والميم والراء والعين والطاء والقاف والياء والنون.
ومن الشديدة نصفها : الألف والكاف والطاء والقاف.
ومن الرّخوة نصفها : اللّام والميم والراء والصاد والهاء والعين والسين والحاء والياء والنون.
ومن المطبقة نصفها : الصاد والطاء.
ومن المنفتحة نصفها : الألف واللّام والميم والراء والكاف والهاء والياء والعين والسين والحاء والنون والقاف.
ومن المستعلية نصفها : القاف والصاد والطاء.
ومن حروف المنخفضة نصفها : الألف واللّام والميم والرّاء والكاف
__________________
(١) الفجر (١ ـ ٧).
(٢) (ث) أي حذف جواب القسم.