فإنّ لوطا أرسل إلى المؤتفكات وهي خمس قرى على ما رواه أهل التفسير ورسالة إبراهيم صلوات الله عليه إلى من سواهم.
وكموسى وهارون عليهماالسلام.
(فصل)
في ذكر نبوءة نبيئنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعجزاته.
اعلم : أن صحة نبوءته صلىاللهعليهوآلهوسلم معلومة لا ريب فيها عند العقلاء كافة.
وإنّما عاند كثير من الكفار بعد أن علموا صدقه بالآيات الباهرات والمعجزات الظاهرات التي لا يمكن دفعها إلّا بالمعاندة والمكابرة.
«ومعجزات نبيئنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كثيرة».
روى الحاكم أنها ألف معجزة.
وروى الإمام يحيى عليهالسلام ومحمود بن الملاحمي أنها ثلاثة آلاف معجزة وأرادوا بذلك ما ظهر له صلىاللهعليهوآلهوسلم من حال الطفولة بل من حال الحمل به إلى أن توفّي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال القاضي عياض في الشفا : اعلم : أن معجزات نبيئنا صلىاللهعليهوآلهوسلم مع كثرتها لا يحيط بها ضبط.
فإنّ واحدا منها وهو القرآن لا يحصى عد معجزاته بألف ولا ألفين ولا أكثر. واختلف في المتواتر منها :
فقال «أئمتنا عليهم» «السلام والبغدادية : وقد تواتر منها مع القرآن كثير : كحنين الجذع».
وذلك أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يخطب إلى جذع نخل من قبل أن ينصب له المنبر ، فلمّا نصب وتحول إليه النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم حنّ الجذع كما يحنّ الفصيل فما سكن حتى التزمه النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي أمالي أحمد بن عيسى عليهالسلام قال محمد : حدثني أحمد بن