(قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ ، لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً)(١).
«والرّسالة لغة» أي في لغة العرب : «هي القول المبلّغ» إلى من أريد تبليغه إليه.
«وشرعا» أي في عرف أهل الشرع «كالنبوءة» في حقيقتها المذكورة سواء «إلّا أنه يقال في حقيقة الرّسالة في موضع بشريعة لتبليغ شريعة لم يسبقه» أي المرسل «بتبليغ جميعها أحد» فيقال في حدّ الرّسالة : هي وحي الله إلى أزكى البشر عقلا وطهارة من ارتكاب القبيح وأعلاهم منصبا لتبليغ شريعة لم يسبقه بتبليغ جميعها أحد ولا يشترط في الرسول أن لا يسبقه أحد بتبليغ شيء من شريعته إلى أحد إذ قد تتفق الشرائع في أشياء دون أشياء.
قيل : وأكثر أنبياء بني إسرائيل لم يبعث بشريعة جديدة بل بعث بتقرير الشريعة الأولى.
ومنهم من بعث بشريعة جديدة والله أعلم.
(فصل)
قال «الهادي عليهالسلام» والناصر عليهالسلام والإمام أحمد بن سليمان وكثير من قدماء أهل البيت عليهمالسلام«وأهل اللطف» وهم البغدادية الذين أوجبوا على الله تعالى الأصلح في غير باب الدين : «ويجب على كل مكلف عقلا» أي يحكم العقل بأنه يجب على المكلف «أن يعلم أنه لا بدّ من رسول» لله سبحانه إلى خلقه ، واختلفوا في علّة الوجوب على المكلّف بعد اختلافهم أيضا في وجوبه على الله عزوجل : فقال «الهادي عليهالسلام» وسائر أئمة أهل البيت عليهمالسلام : لا يجب على الله تعالى شيء ، وإنما علم المكلف أنه لا بدّ من رسول «لينبئ» ذلك الرسول أي يخبر العباد(٢) «عن الله سبحانه ببيان أداء شكره»
__________________
(١) الإسراء (٩٥).
(٢) (ض) ليخبر.