(باب والقيامة)
«والقيامة» التي ذكرها الله سبحانه في كتابه في غير موضع هي «اسم لوقت البعث والنشور» أي بعث الخلائق من قبورهم ونشرهم أي خروجهم منها.
«و» اسم لوقت «الحساب والجزاء» للخلق على أعمالهم فيوم القيامة اسم لهذه الأشياء ، والقيامة : قيامها وحصولها.
قال الهادي عليهالسلام : القيامة يوم جعله الله سبحانه وقتا لحشره وحينا لبعثه ونشره أبان فيه وعيده ووعده وأبان فيه ما حتم من حكمه أنصف فيه المظلوم وأظهر فيه الحق ... إلى آخر كلامه عليهالسلام «ووجه حسنه : حصول العلم البت» أي العلم القاطع الذي لا شكّ يعتريه «للمكلفين» من المقرين والجاحدين «بالله تعالى» وصدق وعده ووعيده يعلمون ذلك ضرورة كما سبق ذكره في أول الكتاب.
«و» يعلمون أيضا ضرورة «أنّ الصائر إليهم» من الثواب والعقاب «جزاء» على أعمالهم وذلك «لكشف الغطاء بالآيات» التي يشاهدونها «الموجبة للقطع بذلك منذ الممات إلى المحشر» أي يرون الآيات متتابعة من وقت موتهم إلى وقت حشرهم وحسابهم.
وقد قيل : إن الخلائق يحشرون عراة حفاة ، وليس بصحيح والحق أنهم يحشرون على أحوال شتّى ومراتب مختلفة على قدر أعمالهم قال الله تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) (١).
__________________
(١) مريم (٨٥ ـ ٨٦).