الشرائع في حكم أو أحكام فذلك لا يقتضي أنه إنما عمل بالشرع المتقدم.
وأما رجوعه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى التوراة في رجم اليهودي فأراد صلىاللهعليهوآلهوسلم تكذيبهم وأن الرجم ثابت في شريعتهم لأنهم أنكروه وكتموه.
وأمّا الاحتجاج بالآيات المتقدمة فلا يدل على ما ذكروه لأن المراد الاقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام في إيثار طاعة الله سبحانه والصبر على ما يلقاه من أذى المشركين ، وفيما ألحق فيه واحد كأصول الدين وما لم ينسخ من الشرائع والله أعلم.
(تنبيه)
هل كان صلىاللهعليهوآلهوسلم مكلّفا قبل البعثة بشرع أو لا؟
الأقرب : أنه كان صلىاللهعليهوآلهوسلم مكلّفا بشرع وإن لم نعلم كيفيته لقوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) (١) ونحوها.
وحكى الإمام المهدي عليهالسلام عن أبي علي وأبي هاشم وأبي عبد الله البصري : أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن متعبدا بشرع.
وحكي عن بعضهم التوقّف.
والحق : ما ذكرناه يؤيّده قول الهادي عليهالسلام في كتاب البالغ المدرك (وليست فترة من الهدى ولكنها فترة من الرسل ، وفيها كتبه وحججه وبقايا من أهل العلم يحيون العلم ويحيون به ... إلى آخره).
وقوله عليهالسلام في كتاب الديانة : (وندين بأن حجة الله قائمة على أهل الفترات البالغين الأصحّاء السالمين بفطر عقولهم وما يجدونه في أنفسهم ، وما يرونه في سماوات الله وأرضه ، وما يأتي به الليل والنهار من عجائب تدبيره ، وما قد ورد عليهم من أخبار الأنبياء المتقدمين وأخبار كتبهم وشرائعهم وأحكامهم ... إلى آخره).
__________________
(١) فاطر (٢٤).