إلّا أن فاطمة أكدت خبرها برواية علي عليهالسلام والحسنين عليهمالسلام وأم أيمن رضي الله عنها ، وكونها وبعلها وولداها معصومين فكيف ساغ لأبي بكر أن يقول لها : هات الشهود على دعواك ، ولم يقل لمعاذ : هات الشهود على دعواك؟
«و» كذلك «خبر عمر : أن النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم وعده إذا جاء مال البحرين» وهما الحساء والقطيف وما حولهما من الجهات «بكذا وكذا» كأنّه كناية عن حثيتين «فصدّقه أبو بكر» في خبره هذا «وحثى له» أي لعمر «حثية فعدّها فإذا هي خمس مائة درهم وقال : خذ مثلها» أي مثل هذه الخمس مائة.
وذكر رزين بن معاوية العبدري في جامعه ما لفظه : عن جابر قال قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «لو قد جاء مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا» فلم يقدم حتى قبض فأعطانيه أبو بكر انتهى.
ومثله أخرج البخاري [إلّا أنه قال : هكذا وهكذا].
وفي رواية له أيضا : هكذا ثلاثا فأمر أبو بكر مناديا فنادى : من كان له عند النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم عدة أو دين فليأتنا فأتيته فقلت له : إنّ النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم وعدني فحثى لي ثلاثا. انتهى.
«وإذا كان خبر فاطمة عليهاالسلام دليلا كما تقرر ثبت الحق لفاطمة عليهاالسلام» في فدك «بالدليل لا بالشهادة ، ولم يثبت لأبي بكر لا بدليل أنه بقي» موروثا «ولم ينحله فاطمة سلام الله عليها حتى كان الأولى به» للخبر الذي رواه «ولا بشهادة» أتى بها على صحة دعواه وهذا «إن سلّمنا صحة خبره» وهو : «إنّا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما خلفناه صدقة» «أو معناه» أي معنى لفظ خبره «إذ القضاء بما يثبت بالدليل حقّ ، وبما لم يثبت به باطل عقلا وشرعا» وذلك واضح.
ولنا أيضا : تجرم أمير المؤمنين عليهالسلام من أخذ فدك وتشجّيه من ذلك.