سمعية في ذنبين أنهما مستويان في العقاب وعلمنا أن أحدهما كفر فإنّا نعلم أن الآخر كفر ، فهذا النوع لا خلاف في صحة الإكفار به.
والنوع الثاني : مختلف فيه وذلك حيث نعلم في ذنب أنه كفر أو فسق بدليل سمعي ثم نستنبط العلة الموجبة كونه كفرا أو فسقا استنباطا لا بنصّ ولا إجماع ثم نعمد إلى ذنب آخر لا نعلم (١) قدر عقابه فنلحقه بذلك الذنب لحصول العلة.
مثاله : ما يقوله من كفّر (٢) المجبرة من أنا قد علمنا يقينا أنه (٣) من وصف الله سبحانه بأنه ظالم فقد كفر وأجمعت الأمّة على كفره ، ثم نظرنا في علة كفره بطريقة السّبر فلم نجد له علة إلّا كونه أضاف وجود الظلم إليه فقسنا عليه من وصفه بكونه موجدا للظلم لحصول تلك العلة ، ولذلك أمثلة كثيرة ، هذا أجلاها.
وقد اختلف العلماء في صحة الاستدلال به على الإكفار والتفسيق فالذي عليه أكثر الشيوخ كأبي علي وأبي هاشم والقاضي وغيرهم وأكثر فقهاء أهل البيت عليهمالسلام : أنه يصحّ الاستدلال بهذه الطريقة على الإكفار والتفسيق.
والذين امتنعوا من الإكفار لأهل القبلة منعوا من ذلك. انتهى.
واعلم : أن الأسباب الموجبة للكفر أربعة :
الأول منها : أفعال القلوب وهي تشمل الاعتقاد والعزم كأن يعتقد نفي الصانع أو أنّ معه ثانيا أو أنه غير قادر أو غير عالم أو محدث أو يشبه المحدث أو نحو ذلك ، أو يعتقد كذب الرسل فيما جاءوا به ، أو يعتقد أن لا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار أو نحو ذلك ، أو يعزم على ذلك.
الثاني : أفعال الجوارح كعبادة الأصنام وقتل الأنبياء والاستخفاف بهم ونحو ذلك.
__________________
(١) (ض) يعلم.
(٢) (ب) ما نقوله من كفر المجبرة.
(٣) (ب) أن من وصف الله.