وقال الإمام المهدي عليهالسلام : إن التائب بعد انحباط ثوابه على الطاعات السابقة قبل التوبة لم يعد ثوابه الذي كان (١) قد اجتمع قبل فعل الكبيرة المحبطة ، ولا الثواب الذي منعت الكبيرة عن استحقاقه من وقت فعلها إلى وقت التوبة ولكنه يتجدّد له استحقاق الثواب في المستقبل من الزمان على طاعته الماضية حتى يصير كأنّه فعلها وقت التوبة فهي كالمستقبل من الطاعات التي يفعلها عقيب التوبة في أنه يستحق عليها الثواب متجددا دائما فيصير في المسألة ثلاثة أقوال :
(١) لا يعود مطلقا وهو قول الجمهور وأبي هاشم.
(٢) ويعود مطلقا وهو قول أبي القاسم ومن معه.
(٣) ويعود تجدّد الاستحقاق وهو قول الإمام المهدي عليهالسلام وابن الملاحمي.
قال النجري : وهو الموافق للقواعد والأصول.
قال : وهو أيضا اللّائق بالعدل وإلّا لزم التساوي بين من قطع عمره في عبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته ثم فعل كبيرة وتاب عنها قبل موته ، وبين من قطع عمره في عصيان الله والكفر ثم تاب قبل موته.
والفرق بينهما ممّا لا يشكّ فيه.
وحمل عليه ابن الملاحمي كلام أبي القاسم البلخي.
وحمل عليه الإمام عليهالسلام قول أبي هاشم ومن تبعه.
قال : فإن قيل : فيلزم فيمن تاب من معصية ثم عاد إليها أن يتجدّد له استحقاق عقاب الأولى كما ذكرتم في الطاعة المنحبط ثوابها أنه يتجدد له ثوابها في المستقبل؟
قلنا : لا سواء فإن الطاعات المنحبط ثوابها باقية في أنفسها إذ سقوط ثوابها في الماضي بالموازنة بينه وبين عقاب المعصية وذلك لا يصيّرها كالمعدومة ، بخلاف سقوط المعصية بالتوبة فليس بالموازنة بل بالتوبة
__________________
(١) (أ) قد كان.