إعادته.
وأمّا الثاني فلأنّ مع فرض كون المعدوم نفيا محضا يستحيل إعادته بعينه ، إذ لا عين له ، فيكون الإيجاد لشيء مستأنف ، إذ لا شيء قبل الإيجاد ، وهذا ظاهر.
وإذا بطل القولان تعيّن أنّ الفناء بمعنى تفريق الاجزاء ، فيكون الاعادة بمعنى ضمّها وإعادتها إلى حالها الاولى.
ثمّ يجب أن تعلم أنّ ما ليس بحيوان من المخلوقات لا يجب إعادته عقلا ، والحيوان غير المكلّف بتقدير أن لا يكون مستحقا لعوض مؤخّر ، فإنّه لا يجب إعادته أيضا ، وما كان له عوض لم يستوفه ، أو كان مكلّفا ، فإنّه تجب إعادته لاستيفاء حقّه. (١٩٧)
وإذا ثبت أنّ المكلّف يجب إعادته ، فمن قال إنّ المكلّف هو هذه الجملة فقد أوجب إعادتها (١٩٨) ، ومن قال إنّ المكلّف بعضها ، أوجب إعادة ذلك القدر دون ما سواه (١٩٩) ، ومن قال إنّ المكلّف جوهر مجرّد ، لم يوجب
__________________
(١٩٧) قال العلّامة المجلسي ـ رحمهالله ـ في البحار باب محاسبة العباد من كتاب المعاد : وأمّا حشر الحيوانات فقد ذكره المتكلّمون من الخاصّة والعامّة على اختلاف منهم في كيفيته ... والاخبار الدالّة على حشر الحيوانات عموما وخصوصا وكون بعضها ممّا يكون في الجنة كثيرة ...
أقول : الذي يتحصّل من الآيات والروايات أنّ حشر الحيوانات في الجملة ثابت ، وما قاله المصنّف ـ رحمه لله ـ لا يزيد على ذلك.
(١٩٨)
(١٩٩) قد أجمع المسلمون على المعاد البدني ، بعد اختلافهم في معنى المعاد ، فقال ـ