مع أنّها يحتمل أن تكون الرؤية بمعنى العلم وتشبيهه برؤية القمر مبالغة في الإخبار عن الوضوح. (٦٨).
السادس : البارئ ليس في جهة ، خلافا للكرامية. (٦٩) لنا أنّه لو كان في جهة للزم أحد امور ثلاثة : إمّا حلوله في كلّ جهة وهو باطل بالإجماع ، أو في جهة دون جهة وهو ترجيح من غير مرجّح ، أو كون الجهات مختلفة بالحقيقة وهو باطل بالضرورة.
__________________
ـ عليه وراويه مقدوحا. ونقل السيّد شرف الدين ـ ره ـ في رسالته : «كلمة حول الرؤية» حديثين من أحاديث الرؤية من البخاري ومسلم ، ثم قال : هذان الحديثان باطلان من حيث سنديهما ومن حيث متنيهما ... على أنّ هذين الحديثين وسائر الأحاديث التي تشبّث بها القائلون بالرؤية ، لو فرضنا صحّتها متنا وسندا ، لا تخرج بالصحّة عن كونها من الآحاد ، وخبر الواحد مع صحّته إنّما يكون حجّة في الفروع لا في العقائد ، كما هو مقرّر في اصول الفقه مفروغ عنه ، لأنّ غاية ما يحصل منه الظنّ ، والمسألة التي هي محلّ البحث ليست بفرعيّة لنرتّب الأثر فيها على الخبر الواحد الصحيح وإن كان ظنّيا. بل نرتّب الأثر عليه وإن لم يفدنا الظنّ تعبّدا بتصديق العدل ... وإنّما المسألة عقيدة ، والعقيدة لا تحصل من الآحاد ، بل لا تحصل في مسألتنا هذه حتّى من التواتر ، شأن كلّ ممتنع عقلا ، إذ لو فرض حصول التواتر فيها لوجب تأويله أو ردّ العلم بالمراد منه إلى الله تعالى كما لا يخفى.
راجع الرسالة ص ٨٤ طبع صيدا.
(٦٨) في الكلّيات لأبي البقاء : حقيقة الرؤية إذا اضيفت إلى الأعيان كانت بالبصر وقد يراد بها العلم مجازا ومنه قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته ...
(٦٩) الكراميّة ـ بفتح الكاف وتشديد الراء ـ أو الكراميّة ـ بكسر الكاف وتخفيف الميم ـ أتباع أبي عبد الله محمد بن كرام السجستاني المتوفّى ٢٥٥.